لماذا قد يشكل اجتماع الفيدرالي الأمريكي والمركزي الأوروبي عاصفة في أسواق المال؟
غدا يعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن قراره بشأن معدل الفائدة في تمام الساعة 21:00 بتوقيت الكويت.
يتوقع منه رفع معدل الفائدة بربع نقطة مئوية لتصبح بين 5.25% و5.50%
ويتوقع في الأسواق أيضا أن لا يكون هناك أي تأكيدات بشأن مستقبل رفع معدل الفائدة فيما بعد وبأن يلتزم المرونة واعتماده على البيانات وذلك أيضا
في تصريحات رئيس الفيدرالي التي تبدأ الساعة 21:30 بتوقيت الكويت.
وبعد هذا القرار ستتجه الأنظار إلى البنك المركزي الأوروبي الذي يعلن قراره في الساعة 15:15 من يوم الخميس
والذي يتوقع به أن يقوم برفع معدل الفائدة أيضا بربع نقطة مئوية لتصبح الفائدة الأساسية عند 4.25%
إلا أن هناك اختلاف كبير في توقعات السوق بشأن مستقبل رفع معدل الفائدة في منطقة اليورو
حيث أشار استبيان قامت به رويترز إلى أن البنك المركزي قد يرفع الفائدة في سبتمبر أيضا ولكن ذلك رأي 40 محلل من أصل 75 محلل شاركوا بالاستبيان
وأشار الاستبيان أيضا إلى أن 90% من المشاركين يرون أن لا خفض لمعدل الفائدة قبل الربع الأول من العام القادم 2024.
ماذا يعني ذلك لسوق العملات؟
بسبب الاختلاف الكبير في وجهات النظر بشأن مستقبل معدل الفائدة في أوروبا فإن المفاجآت محتملة جدا
سواء كان ذلك المفاجأة بأن البنوك المركزية في أوروبا ستستمر برفع معدل الفائدة أو أنها ستتوقف عن ذلك
حيث يؤدي ذلك لإعادة تموضع المتداولين في السوق بشكل سريع مما يعني تحرك كبير للأموال في المدى القصير سواء لصالح تلك العملات أو غيرها
وأيضا فإن لذلك أثر كبير على أسواق الأسهم
حيث أي توجه لاستمرار التشديد النقدي (رفع معدلات الفائدة بشكل مستمر) لمواجهة التضخم في أوروبا
قد يؤدي لاخافة المستثمرين من تدهور محتمل للاقتصاد الأوروبي وبالتالي تراجع لربحية الشركات هناك
وتراجع حاد محتمل لأسهمها مما يؤثر على بقية أسواق الأسهم العالمية.
وبالعكس ففي حال شهدنا نوع من التراجع بشأن سياسات رفع الفائدة والميل لتثبيتها فإن ذلك يعتبر عامل إيجابي لسوق الأسهم.
الملاذات الآمنة تترقب مستقبل المخاوف لتتحرك بقوة:
حيث الرغبة بالاستمرار برفع معدل الفائدة يعني حاجة أكبر للملاذات الآمنة للتحوط من امكانية تدهور أسواق المال وقيم الأصول عالية المخاطرة
والعكس في حال الرغبة بانهاء عمليات رفع الفائدة فإن ذلك يعطي جرعة أمل للمستثمرين بالعودة أكثر والتوجه نحو الأصول الخطرة كالأسهم والتخلي على مراكز التحوط في المعادن الثمينة كمثال.
ولذا فإن لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وأيضا البنك المركزي الأوروبي أهمية هائلة على أسواق المال في حال كانت المفاجآت واضحة وفي حال تم التخلي عن الضبابية التي ترافق القرارات عادة!