عملة افتراضية مشفرة صدرت لأغراض تجنب النظام النقدي العالمي ولتشكل بديلا عنه
صعد نجمه تدريجيا بعد الازمة العالمية إلا أن أسعاره في العام الماضي تضخمت بشكل لم يكن ليصدق إلا في أفلام الخيال
وبات الجميع يقول كيف غفلنا عن هذه الفرصة!
ولكن كيف لا نغفل عنها إن كان النظام الذي تبرمجت عليه عقولنا ترفض المجهول بشكل كبير حتى لو لم يكن بشكل كلي
فالبيتكوين واخواتها كانت مجموعة غامضة تحمل من المخاطر الكثير إلا أنها تمكنت من الظهور إعلاميا عبر ارتفاع أسعارها بشكل هائل
هذا الارتفاع كنت وما زلت ارجح أنه مفتعل من مجموعات بهدف التسويق لها وسرقة أموال البسطاء في فقاعة أدى لخسارة 80% تقريبا ممن اشتروها بسعر قرب الـ 20 الف دولار في نهاية العام الماضي إلى حوالي 4300$ اليوم
نعم حذرنا كالكثيرين بأن النظام النقدي الرسمي لن يسمح بأن تسير المياه دونه دون أن يدري ما الذي يحدث
فمن هو الساذج الذي يمكنه أن يتصور أن السلطات العالمية ستزيل قيم عملاتها أمام عملات افتراضية لا اصل او اقتصاد او قوة تدعمها!
الكثيرون كانوا قد توهموا أن الارتفاعات ستأتي لبقية العملات الافتراضية الرخيصة المشابهة لها ولكنها أصبحت تشكل مهزلة حقيقية
بالرغم من أن الكثيرين وأنا منهم أؤكد أن تقنية البلوكتشين سيكون لها دور كبير في مستقبل الانسان وتطوير حياته ولكن ليس كعملات افتراضية غير مدعومة أو كمضاربات تفقد الأغلبية أموالهم سريعاً بل بتطوير المعلوماتية التي ستطور كل شيء
البيتكوين ومثيلاته كأصل للمضاربة يمكن له أن يستمر ويمكن أن تستمر الحكومات بتقنينه ضمن أطر محددة للتعامل معه مما قد يضعف فرصه أكثر وأكثر من ناحية الارتفاع لأعلى
وخاصة بعد سرقات مليارية للمحافظ البيتكوينية بالرغم من تقنين الحكومات للتعامل به ومع تراجع رغبة المخاطرة هذه الأيام وتوافر غيره من البدائل الاستثمارية فكلها قد تكون كفيلة بتقليل إمكانية عودة اقناع المستثمرين بأنه حتما يتجه للارتفاع!
ولذا فإن هذه الاسباب التي دفعته للتراجع من الصعب نسيانها بسهولة!
نورس حافظ
كبير استراتيجي الاسواق