كما نعلم فإن يوم الأربعاء المقبل وفي تمام الساعة 21:00 بتوقيت الكويت من المتوقع في السوق
أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع معدل الفائدة بربع نقطة مئوية من مستوى أقل من 0.25% إلى أقل من 0.5%
وأيضا سيصدر توقعات الفترة المقبلة بشأن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي والتضخم والبطالة ومستويات معدل الفائدة
وكما نعلم أيضا فإن الفيدرالي الأمريكي قبل الحرب في أوكرانيا
كان يميل نحو رفع معدل الفائدة بشكل متتالي وسريع خلال العامين المقبلين
ولذا فإن تمسك بهذه الرؤية رغم الضرر الحاصل من ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء والمعادن عالميا
فسيشكل بذلك عامل سلبي إضافي يثقل على أسواق الأسهم
ولمعرفة الثقل الذي حدث على سوق الأسهم من التلميح برفع الفائدة
فننظر إلى العلاقة الرقمية بين مؤشر ناسدك المركب وعوائد الخزانة الأمريكية لأجل عامين وفق الرسم التالي
وأيضا الارتباط بينهما في أسفل الرسم والذي أصبح عكسي بشكل كبير وشبه تام
أي أن ارتفاع العوائد يعني تراجع للمؤشر وفق الأداء اليومي لكل منهما منذ يناير حتى الاسبوع الماضي
إلا أن تراجعات ناسدك قد سعرت رفع الفائدة بشكل كبير والسبب هو
أن عوائد الخزانة لأجل عامين عند 1.8% قد قلصت من الفارق بينها وبين عوائد أجل 10 أعوام التي تقع عند 2.03%
حيث عادت عند المستويات الحالية حول 1.80% إلى مستويات عام 2019 قبل انتشار كورونا
ولذا فإن ارتفاعاتها بشكل كبير من هذه المستويات ليس أمرا متوقعا
والتأثير رغم كونه سلبيا إلا أنه منخفض بعد أن تم التسعير في السوق
ولذا فالتأثير الحقيقي على سوق الأسهم مرتبط بالتبعات الاقتصادية جراء الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على ربحية الشركات.
أسواق الأسهم الأمريكية تراجعت بشكل كبير من قمتها القياسية وخاصة قطاع التكنولوجيا الذي انتعش أثناء تفشي كورونا
ناسدك 100 تراجع أكثر من 22% وأغلق على السوق الهابط خلال الاسبوع الماضي
وهذا هو أكبر تراجع منذ تراجعات بداية كورونا
أما اس اند بي 500 فقد تراجع بحوالي 15% وفق الرسم التالي
بينما الداو جونز فقد حوالي 13% وفق الرسم التالي
ومع هذه التراجعات فقد أعلن جولدمان ساكس عن توقعه بتراجع السوق الأمريكي بشكل إضافي
حيث يرى امكانية بلوغ اس اند بي 500 مستوى 3600 قبل أن يرتفع لينهي العام عند 4700 وفق تقديرات محلليه
حيث يرى تراجع في نمو ربحية الشركات جراء تأثرها بارتفاع أسعار الطاقة والمعادن والغذاء.
بالنهاية فإن الصراع في السوق بين المشترين والبائعين قد يؤدي لتقلب الأسعار بشكل هائل وباتجاهات غير متوقعة!
وخاصة في حالة الضبابية للمدى القصير جراء استمرار الحرب.