لا تكن الفريسة (جزء 1)

الاحتيال التمويهي (مخطط بونزي)

مخطط بونزي ليس بمخطط قانوني أو مستدام، ولكنها عملية احتيال استثماري، بحيث يتم الدفع للمستثمرين القدامى من تمويل المستثمرين الجدد، وقد سمي هذا النوع من الاحتيال بمخطط بونزي نسبة إلى شارلز بونزي، فهو أول من استخدم هذه الآلية في عشرينيات القرن الماضي.

وقد وجدنا أن الكثير من الأشخاص في حيرة من أمرهم، فلا يعرفون ما إذا كان مخطط بونزي هذا يعد احتيالاً، أم أنه أمرًا شرعيًا. ولكن نؤكد لكم هنا أنه بالطبع عملية احتيال، حيث أنه لا يمكن دفع الأرباح لجميع المستثمرين، ولكن فقط لمجموعة صغيرة منهم، حيث يتلقى المستثمرون القدامى أرباحهم من تمويلات المستثمرين الجدد.

ويدعي كل من يستخدم مخطط بونزي، سواء أفراد أو شركات، بأنهم سيستخدمون أموالك للاستثمار في مجالات ذات عائدات ربحية ضخمة، وسوف يدفعون لك أرباحًا كعائدات من هذا الاستثمار، ولكنها كلها مجرد أوهام وإدعاءات.

كما تدعي أيضًا هذه الشركات أو الأفراد المحتالين أنهم سيدفعون عائدًا ربحيًا على الاستثمار بما يقدر بحوالي 150% إلى 1000%، وذلك خلال يوم واحد إلى 120 يومًا. ولكن دعنا نتأمل الوضع بشكل عام، إن كانت هذه الشركات قادرة بالفعل على استثمار الأموال بهذا الشكل السريع والمضاعف، فلماذا لا يأخذون ببساطة قروضًا من البنك بمعدلات فائدة منخفضة جدًا ثم يحتفظون بكل هذه الأرباح لأنفسهم، الإجابة هنا هي لأنهم محتالين.

ويتعمد مستخدمي مخطط بونزي الدفع لمجموعة من المستثمرين الأوائل، وذلك طبعًا بهدف كسب الثقة وجذب المزيد من الأموال، ولكن عندما يجمعون القدر الكافي من المال، يهربون بكمية الأموال كلها تاركين ورائهم العديد من المستثمرين المنتظرين الحصول على أرباحهم، ولكن طبعًا لن يحصلوا على شيء بعد الآن.

لذلك ينهار مخطط بونزي وينكشف خلال بضعة أشهر، ويهرب بعدها المحتالين بكميات ضخمة من الأموال. ولكن هناك القليل من عمليات احتيال مخطط بونزي استطاعت الاستمرار لسنوات، وذلك النوع تمكن من الاستمرار لهذه الفترات الكبيرة بسبب أنهم لا يعطون أرباحًا مرتفعة جدًا مثل تلك التي تنهار خلال بضعة أشهر، ولكنهم يعطون أرباحًا قليلة ومعقولة نوعًا ما.

وبشكل عام ينهار مخطط بونزي عندما يأتي الوقت لتكون نسبة الأموال المسحوبة (أرباح المستثمرين) أكبر من كمية الأموال المودعة (تمويلات المستثمرين الجدد)، أو بمعنى آخر عندما يقل الإيداع ويزيد السحب، حينها يتوقف المحتالين عن الدفع ويهربون فجأة بجميع الأموال.

وكانت مخططات بونزي تلك في بادئ الأمر مقتصرة على أعداد صغيرة محلية من الأعضاء، وأحيانًا في نطاق دائرة المعارف والأصدقاء. ولكن اليوم تطورت لتستهدف الجمهور العالمي، وذلك من خلال مواقع ويب تستخدم مخططات بونزي وتدعي أنها شركة استثمارية ما ولها أعمال تجارية ضخمة. وعندما كانت مخططات بونزي تقتصر فقط على مناطق محلية ودوائر صغيرة كان معظم الأشخاص يميزون هذه العمليات الاحتيالية ويتعرفون عليها ويتجنبوها، أما اليوم فشركات مخططات بونزي تدعي أنها كيانات استثمارية ضخمة مخادعين الأشخاص العاديين الأبرياء آخذين أموالهم بدعوى الاستثمار بها.

وننصح بعد الاشتراك في مثل هذه المخططات المزيفة حتى وإن كنت من المستثمرين الأوائل المتوقع أن يربحوا من المستثمرين الجدد، فناهيك عن جرم وفساد الاشتراك في هذا النصب والاحتيال، إلا أنك أيضًا معرض بشكل أكيد لفقدان رأس مالك كله. لذا يجب توخي الحذر قبل الانضمام لأي شركة أو موقع عبر الإنترنت والتأكد من كيانها وطريقة عملها.

تابعونا في المقالة القادمة حول الأنواع المختلفة لمخططات بونزي، بالإضافة إلى أنواع أخرى من المخططات الاحتيالية.

Related posts

تاريخ التحركات الكبرى للبيتكوين وأهم الأسباب

تأثير ترامب على أسواق الأسهم: نظرة على الماضي وتوقعات المستقبل

دليل شامل عن رؤساء أمريكا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري