كيف كون وارن بافيت ثروتة الطائلة
يعتبر وارن بافيت أكثر المستثمرين نجاحًا على الإطلاق في عالم الاستثمار والتداول في الأسواق المالية. وقد قام وارن بافيت بإنشاء واحدة من أكبر الشركات القابضة في العالم، وهي مؤسسة بيركشاير هاثاواي، وتعد شركة وارن بافيت أكثر الشركات نجاحًا في العالم.
تقدر ثروته الشخصية بـ 62 مليار دولار، مما جعله يحتل أعلى قائمة المليارديرات في مجلة فوربس للعام 2008.
وهو يلهم جحافل من المشجعين المخلصين للقيام برحلة سنوية إلى أوماها لإتاحة الفرصة له لسماعه يتحدث في الاجتماع السنوي لبيركشاير، وهو الحدث المثير للسخرية “وودستوك للرأسمالية”. (للاطلاع على القصة الكاملة عن وارن بافيت، راجع سيرته الذاتية لـ Investopedia.)
السنوات الأولى لحياته:
وُلد بوفيت لهوارد وليلى بافيت في 30 أغسطس 1930، في أوماها، نبراسكا. وكان هو الطفل الثاني من ثلاثة أطفال، ويعد هو الصبي الوحيد بين إخوته.
عمل والده سمسارًا في البورصة وعضوًا في الكونجرس الأمريكي لمدة أربع سنوات.
هواية بافيت الوحيدة وهو صغير كانت جمع الأموال، فقد قام ببيع المشروبات عندما بلغ من العمر 14 عامًا. استثمر أرباحه الأولى في شراء قطعة أرض، وقام باستئجارها بعد ذلك لتدر أرباحًا عليه.
الدراسة:
بناء على رغبة والده، تقدم إلى جامعة بنسلفانيا وتم قبوله في الجامعة، ولكن الدراسة هناك لم تستهواه كثيرًا، وقام بترك الدراسة بعد عامين فقط ومن ثم انتقل إلى جامعة نبراسكا.
بعد التخرج، أقنعه والده مرة أخرى بقيمة التعليم، وشجعه على متابعة دراساته العليا. رفضت جامعة هارفارد قبول بافت، ولكن تم قبوله بجامعة كولومبيا. درس بافيت في عهد بنيامين غراهام الأب الروحي للاستثمار.
العمل:
بعد التخرج، رفض جراهام تعيين بافيت في إحدى وظائف الاستثمار، بل أنه اقترح عليه ألا يعمل في أي مهنة لها علاقة بوول ستريت. ووافقه والد وران بافيت الرأي، وعاد بافيت إلى أوماها للعمل في شركة وساطة والده. ومن ثم تزوج سوزان طومسون وقاموا بتأسيس عائلة.
ولكن بعد فترة قصيرة، غير غراهام رأيه وعرض على بافيت وظيفة في نيويورك.
رحلة الاستثمار وسحر وول ستريت:
بمجرد وصوله إلى نيويورك، حظى وارن بافيت بفرصة تطبيق نظريات الاستثمار التي تعلمها من غراهام في كولومبيا.
وتلخصت قيم الاستثمار التي تعلمها وارن بافيت من جراهام في البحث عن الأسهم التي تم بيعها بسعر مخفض عن قيمتها الأصلية، وهو ما أطلق علية اسم “القيمة الجوهرية”.
إنشاء أول شركة:
في عام 1956، عاد إلى أوماها، وأنشأ شركة بافيت أسوشيتس المحدودة، واشترى منزلاً. في عام 1962 كان عمره 30 عامًا وأصبح بالفعل مليونيرًا عندما انضم إلى تشارلي مونجر. ونتج عن تعاونهم في نهاية المطاف إلى تطوير فلسفة الاستثمار على أساس فكرة بافيت للنظر في قيمة الاستثمار كشيء أكثر من مجرد محاولة لاستخراج آخر حفنة من الدولارات المتبقية في أسهم شركة على وشك الانهيار.
بيركشاير هاثاواي:
قام وارن بافيت بشراء بيركشاير هاثاواي ورمزها في بورصة نيويورك: BRK.A، وهو عبارة عن معمل نسيج محتضر. إن ما بدأ كقيمة كلاسيكية لجراهام أصبح استثمارًا طويل الأجل، وأصبح يدر أموالاً طائلة لوارن بافيت. وقد استخدم بافيت تلك الأموال ووضعها في استثمارات أخرى. في عام 1985، أغلق بافيت شركة الغزل والنسيج، لكنه استمر في استخدام الاسم.
فقاعة التكنولوجيا:
ظل سحر بفيت على حاله حتى أصبحت أسهم التكنولوجيا شعبية في بداية التسعينيات، وباعتباره تقنيًا حازمًا لم يقوم بالاستثمار في أي شركة لتخرج عن قواعده التي وضعها، ورفض الاستثمار في الشركات التي لم تفِ بصلاحياته، مما جعل الكثير من المستثمرين يقومون بانتقاده وبازدراء منهجه في الاستثمار، وشطبه الكثيرين من قائمة كبار المستثمرين. ولكن عندما حدثت ما يسمى بفقاعة التكنولوجيا وأفلس على إثرها الكثير من الذين انتقدوه، تضاعفت أرباح بافيت وأثبت على مر الزمان أنه رجل استثماري من الدرجة الأولى.
الجانب الشخصي:
على الرغم من أن القيمة الصافية لثروة وارن بافيت تقاس بمليارات الدولارات، إلا أن وارن بافيت مقتصد بشكل كبير، فهو لا يزال يعيش في منزل من خمس غرف نوم قد اشتراه عام 1958 مقابل 31000 دولار، ويقوم بشرب كوكا كولا ويتناول الطعام في المطاعم المحلية، حيث يعتبر البرجر أو شريحة اللحم من الأكلات المفضلة له لسنوات.
ظل متزوجًا من سوزان طومسون لأكثر من 50 عامًا بعد زفافهما عام 1952. كان لديهم ثلاثة أطفال، سوزي وهوارد وبيتر. انفصل بوفيت وسوزان في عام 1977، ولكن ظلوا متزوجين حتى وفاتها عام 2004.
ميراثه وثروته:
ماذا تفعل بأموالك عندما تكون المستثمر الأكثر نجاحًا في العالم؟
قام وارن بافيت بالتخلي عنها، فقد فاجأ بافيت العالم في يونيو من عام 2006 عندما أعلن عن تبرع الغالبية العظمى من ثروته لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، والتي تركز على قضايا الصحة العالمية والمكتبات الأمريكية والمدارس العالمية. إنها من أكبر المؤسسات الخيرية التي تتمتع بالشفافية في العالم.
لطالما كان بافيت يخطط لإعطاء الجزء الأكبر من ثروته للجمعيات الخيرية، لكنه أصر على أن يحدث هذا بعد وفاته.