كيف سيتحرك الدولار للمدى القصير بعد البيانات وبدء الحرب التجارية؟

 

تراجع مؤشر الدولار الأمريكي اليوم ونرى أن عدة أسباب كانت وراء ذلك أهمها الحرب التجارية مع الصين والتي بدأ مسارها اليوم بتفعيل فرض الرسوم التجارية على الواردات الصينية والتي لقيت الرد المماثل من وزارة التجارة الصينية التي بدأت بفرض رسوم على الواردات الأمريكية

 

أما السبب الثاني فهو تباطؤ وتيرة ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي في الشهر الماضي حيث لقي صعوبة بالاستمرار والارتفاع فوق مستوى الـ 95 حيث نعلم أن الارتفاعات الكبيرة له قد تؤثر سلبا على شركات التصدير الأمريكية وبالتالي تجبر الفيدرالي على التمهل بشأن رفع الفائدة

 

وهو ما ينعكس أيضا على عوائد سندات اميركا لأجل 10 أعوام والتي ما تزال دون الـ 3% بالرغم من كل توقعات رفع الفائدة والبيانات الصناعية والخدمية الجيدة التي صدرت عن الاقتصاد الأكبر في العالم

 

أما بيانات سوق العمل الأمريكية اليوم فنرى أنها إيجابية وتدعم استمرار الفيدرالي بالتفكير برفع معدلات الفائدة في حال أراد ذلك

 

الاقتصاد أضاف 213 الف وظيفة في يونيو بل وتم تعديل قراءة مايو برفعها من 223 الف إلى 244 الف وظيفة

 

اما متوسط نمو الأجور الشهري فنما 0.2% والسنوي استقر عند 2.7% أما ارتفاع البطالة من 3.8% إلى 4.0% فيعود سببه إلى ارتفاع نسبة المساهمة من 62.7% إلى 62.9% أي أن المزيد من الأمريكيين يدخلون قوة العمل وهو ما يعود لتفاؤل وبحث عن اعمال كون الأداء الاقتصادي بحالة ممتازة

 

مؤشر الدولار تراجع اليوم حتى اعداد التقرير إلى 94.02 بنسبة 0.47% ويذكر أن أدنى مستوى سجله الشهر الماضي كان عند 93.19

 

أما عوائد السندات الأمريكية فتراجعت قليلا وبقي العائد لأجل 10 أعوام عند 2.83% وهو ضمن نطاق اغلب التحركات التي شهدها في الأشهر الخمس الأخيرة بين 2.70% و 3% ويبدو أن الحرب التجارية هي السبب الأبرز لعدم وجود ارتفاعات كبيرة بعوائد السندات وهو ما يمنع أيضا الدولار من تحقيق المزيد من القفزات

 

عوائد أجل عامين كانت خلال الشهرين الماضيين تحقق ارتفاعات بسبب كونها قريبة من الفائدة الفيدرالية نسبيا وتتأثر مع احتمالات رفع الفائدة أكثر إلا أنها لم تتمكن خلال الشهرين الماضيين من الاستقرار فوق مستويات الـ 2.55% إلا أن إمكانية ارتفاعها واردة ضمن توقعات الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة أكثر طالما أن الحرب التجارية على المدى القصير لم تؤثر بعد على الاقتصاد الأمريكي.

 

حركة العملات وفق توقعاتنا ستبقى محدود وستتأثر بالحرب التجارية وامتداداتها حيث ما يزال الدولار أمام الين يرفض الارتفاعات كثيرا فوق الـ 111 كونه ملاذ آمن في اسيا ضمن مخاوف الحرب التجارية وأيضا الفرنك في أوروبا كذلك وشاهدنا الدولار أمامه يعجز عن تحقيق مكاسب فوق الـ 1.0

 

وحتى اليورو ووفق بيانات التضخم التي تعتبر بعيدة عن هدف البنك فإن ارتفاعه اليوم يعتبر ضمن المستويات السابقة الطبيعية المقبولة ولكن المزيد من بيانات التضخم مطلوبة لمعرفة هل يستمر هذا الزخم أم لا.

 

ووفق ذلك نرى أن تحركات العملات ستكون محدودة نسبيا ضمن نطاقاتها السابقة مالم يحدث جديد هام في الأسواق.

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق

 

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية