التحليل الأساسي هو الطريق الوحيد لمعرفة مستقبل الشركة، ودائمًا ما تكون الشركات ذات المراكز المالية القوية أفضل من غيرها في التطور، وبالتالي في تحقيق الأرباح على المدى البعيد للمستثمرين. وستجد كثيرًا من الشركات قد استمرت في تحقيق 20% بشكل مستمر لمدة 10 سنوات متتالية، وهو ما يعني أنها حققت للمستثمرين 100% على رأس مالهم في ثلاث سنوات ونصف. وهكذا تكون الشركات القوية مالياً أفضل من غيرها في تحقيق الثروة لمستثمريها. وهناك مثال آخر في الوقت الحالي وهو سهم أمازون، حيث انطلق سعر السهم من 1000 دولار إلى 2000 دولار في عام واحد، من 2017 إلى 2018.
وهناك شركات استطاعت أن تحقق أرباحًا بمقدار 30% بشكل سنوي لمدة تقارب الـ 5 سنوات، هذه هي الشركات التي يجب أن يبحث عنها المستثمر بشكل عام حتى يستطيع تحقيق الأرباح على المدى البعيد.
هل من الممكن أن تكون محللاً اقتصاديًا جيدًا؟
بالطبع نعم، فمن السهل أن تكون محللاً جيدًا للأسهم من الجانب الأساسي، ولكن فقط يجب عليك أولاً أن تعرف عدة نقاط هامة:
– فهم قواعد وأساسيات القوائم المالية وكيفية دراستها واستخلاص الأرقام الهامة منها.
– فهم الشركة جيدًا وما تقدمه من سلع أو خدمات للجمهور.
– كيفية ربط الأرقام مع أداء السهم أو الشركة بشكل عام.
ولكن لماذا يعتمد المضارب على التحليل الأساسي إذا كان التحليل الفني يفي بالغرض؟
الفارق الوحيد بين التحليل الفني والتحليل الأساسي هو أن الأخير يستخدم فقط في التنبؤ بمستقبل الشركة أو السهم على المدى الطويل، أما التحليل الفني فمن الممكن الاعتماد عليه في التداول قصير المدى. وهو ما يعني أن التداول على المدى الطويل يتطلب رؤية قوية عن الحالة المالية والاقتصادية للشركات من حيث أرباح الشركة والنمو والزيادة في المبيعات والدخل ونتائج أرباح الأسهم.
ولكن في هذه الحالة يجب أيضاً أن يظل التحليل الفني في المعادلة أو داخل خطة التداول، لأن توقيت الدخول الجيد أو الخروج من السوق يجب أن يتم بالاعتماد على التحليل الفني، نظراً إلى أنه يعتمد على تحركات السعر اللحظية، وهو ما يمكن أن يعطي المضارب ميزة قوية في توقيت شراء أو بيع الأسهم.
أدوات التحليل الأساسي:
-
التقرير السنوي للشركة
يجب دراسة التقرير السنوي للشركة باستمرار ومعرفة مستقبل الشركة عن طريق دراسة ما تم خلال الاثنى عشر شهرًا الماضية، والأرباح والخسائر، والدخل من وإلى الشركة، إلى آخر المعطيات المالية التي بداخل التقرير.
-
التقارير الربع سنوية
من المهم أيضاً أن تتم دراسة التقارير الربع سنوية للشركة والتي يتم مناقشتها عن طريق الإعلان عنها من قبل مجلس إدارة الشركة، فالشركة التي تعطي نتائج سلبية لستة أشهر متتالية من المؤكد أن لديها مشكلة ما يجب البحث عنها، كذلك يجب البحث جيدًا في الشركة التي تكون تقاريرها الربع سنوية غير جيدة بالمقارنة بنفس الفترة من الأعوام الماضية.
-
دراسة حالة القطاع الذي تنتمي إليه الشركة
القطاع الذي تنتمي إليه الشركة يعني دراسة كل الشركات التي تقدم نفس الخدمة، أي دراسة القطاع المصرفي مثلاً عند التوجه للاستثمار في بنك ما. وهذا يعطيك رؤية أوضح من حيث قدرة الشركة على المنافسة إلى جانب تحديد هل القطاع جيد للاستثمار بشكل عام أم لا. فإذا كانت كل شركات القطاع غير جيدة، فهذا يعني أن هناك مشكلة ما حتى وإن كانت الشركة التي تنوي الاستثمار فيها تعطي نتائج إيجابية، وهذا يحدث في الغالب.
-
الأخبار الدورية على الشركة والقطاع الذي تنتمي إليه
يجب متابعة الأخبار الدورية التي تصدر من وعن الشركة بشكل مستمر، لتعرف كيف تتطور الشركة وكيف تسير وهل مستقبلها جيد أم لا.
إذًا بشكل عام يجب عند البدء في دراسة الشركة للاستثمار بها أن يعرف المستثمر الآتي:
– التحليل الأساسي يعطي رؤية على المدى البعيد.
– الاستثمار في شركة ذات مركز مالي قوي أفضل كثيراً من الاستثمار في شركة مركزها المالي غير جيد.
– استخدام التحليل الأساسي يعطيك ثقة في الشركة التي تريد الاستثمار بها، وبهذا تبعد عن الشكوك التي من الممكن أن تنتج عن الأخبار الدورية.
– التحلي الأساسي والتحليل الفني يجب أن يعتمد كلاً منهما على الآخر، وهو ما يعني أن الاستثمار باستخدامهم الاثنين معاً أمرًا جيدًا، ولكن فقط إن كان المضارب على دراية بكيفية استخدامهما مع بعضهم البعض.
وهذه هي أفضل طريقة للاستثمار في الأسهم على المدى البعيد. والتحليل الأساسي ليس من العلوم التي يصعب تعلمها كما هو شائع عند الكثير من المستثمرين، فكل ما في الأمر هو أن تعرف كيفية قراءة القوائم المالية، وكيفية تحديد هل الشركة تحقق أرباحًا بشكل مستمر أم لا. وهذه هي المبادىء التي من شأنها أن تصنع منك محللاً ماليًا قويًا في البورصة. وتحليل الأسهم هو المطلوب في الأخير، أي ما يعني أن المضارب غير منوط به بناء القوائم المالية، ولكن مطلوب منه فقط الاطلاع عليها لمعرفة ما إذا كانت الشركة جيدة أم لا من الناحية المالية.