كيف تحركت الأسواق بعد البيانات الأمريكية القوية

يعود تركيز الأسواق في الفترة الحالية إلى بيانات سوق العمل الأمريكي المنتظر صدورها يوم الجمعة المقبل في الثالث من أكتوبر. هذه البيانات تُعتبر الأهم على الإطلاق، بعدما أكد الفيدرالي الأمريكي صراحةً أنه سيعتمد عليها بشكل مباشر في قراراته المقبلة بشأن خفض معدل الفائدة. لذلك، لا يمكن الركون إلى البيانات التمهيدية أو حتى طلبات إعانة البطالة، إذ إن تعويضات البطالة تختلف عن معدلات التوظيف الفعلية للوظائف الجديدة، ما يجعل قراءة هذه البيانات بدقة أمراً محورياً، خصوصاً فيما يتعلق بنسبة معدل البطالة.

الأسواق اليوم في حالة تقلّ بها مستويات الزخم في الحركة بانتظار صدور الأرقام الحاسمة. ومن هنا يبرز سيناريوهان:

• السيناريو الإيجابي: أن تأتي البيانات قوية، مدعومة بتحسن في الأوضاع الاقتصادية وربما تراجع المخاوف التجارية، ما سيعزز قوة الدولار ويُقلّص احتمالات خفض الفائدة.
• السيناريو السلبي: أن تستمر البيانات في ضعفها كما في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يدفع الدولار إلى التراجع مجدداً رغم المكاسب الأخيرة، ويُبقي الأسواق في دائرة الحيرة والتقلبات المستمرة.

كيف تحركت الأسواق؟

شهدت الأسواق العالمية تفاعلاً إيجابياً عقب صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية المرتبطة بالاستهلاك كما أشرنا في تقريرنا السابق، والتي أظهرت أن التضخم مستقر نسبياً. هذا أعطى دفعة للأسواق المالية، لكن بدرجات متفاوتة:

أسواق الأسهم

• المؤشرات الأمريكية: ارتفعت بشكل طفيف، حيث تفاعل مؤشر S&P500 و داو جونز بشكل إيجابي، بينما سجل مؤشر ناسداك 100 تراجعاً محدوداً بربع نقطة مئوية تقريباً.
• المؤشرات بشكل عام: على ارتفاعات تتراوح بين 0.1% إلى 0.5%، بما يعكس حالة تفاؤل معتدل بين المستثمرين.
• المؤشر الياباني JP225: تراجع بنسبة -0.67%.

الدولار الأمريكي

• مؤشر الدولار الأمريكي (USIndex) ارتفع في البداية بعد الإعلان عن البيانات، لكنه فقد جزءاً من مكاسبه ليصبح منخفضاً بحدود -0.20% عند مستوى 97.90.

الأسعار ونسب التغير (نسبة التغير اليومي)

الخلاصة

البيانات الأمريكية القوية عززت الثقة في قوة الاقتصاد، وهو ما دعم الأسهم الأمريكية والأوروبية، بينما كان أداء الدولار متذبذباً حيث فقد جزءاً من مكاسبه الأولية. الأسواق لا تزال توازن بين قوة الاستهلاك واستقرار التضخم من جهة، وتوقعات السياسات النقدية المقبلة من جهة أخرى.