إدارة الحساب تعتبر من أهم ما يجب على المضارب أن يفعله بطريقة صحيحة، وذلك على المدى الطويل والقصير، ولكن سنتحدث هنا على المدى القصير فيما يخص التداول على العكس من الاستثمار، وإن كانت إدارة الصفقات بشكل عام مهمة كما ذكرنا في الطريقتين.
إدارة الصفقات تعني أن يكون لدى المضارب وعي بتحركات السوق بعد دخوله، فيجب أن يدير أمواله حتى بعد دخول الصفقات ليس فقط قبل الدخول، وذلك ما لا يفعله كثير من المضاربين بشكل عام. وذلك أيضًا راجع إلى أمرين، إما عدم الوعي أو المعرفة بطريقة إدارة الصفقات، أو إما محاولة إدارتها بطريقة غير صحيحة.
دعني أشرح لك في البدء ما هي إدارة الصفقات. كل صفقة تتكون من ثلاثة عناصر مهمة، وهما منطقة الدخول للصفقة، والتي تتحدد قبل دخولها، ومنطقة الخروج منها، والتي تتحدد في الغالب أيضاً قبل الدخول للصفقات ما لم يطرأ شيء أثناء التواجد داخل الصفقة. وهناك عنصر ثالث وهو إدارة الصفقة. كثير من المضاربين لا يعلمون عنه ما يكفي، فهو العنصر المهم حين يحدث أي أمر طارئ، وهو بمثابة خطة بديلة حين لا تسير الخطة الأساسية بشكل سليم.
وتعني ببساطة وضع سيناريوهات مختلفة لاحتمالات حدوث أي شيء لم يكن في الحسبان قبل وأثناء دخول الصفقة. في هذه الحالة يجب التعامل مع الموقف بحكمة وبغير عشوائية، ولذلك يجب أن تدير دائماً الصفقات وتتابع سير تحركات السوق سواء في صالحك أو ضدك، حتى تتمكن من تحقيق الهدف المراد بطريقة صحيحة يجب عليك أن لا تترك شيء للصدفة أو الحظ.
معظم مديرين المحافظ يفعلون ذلك وإن اختلفت المسميات، فهم يسمونها إعادة توازن المحفظة. ويعني هذا إدارة السوق من داخل السوق للرجوع بالمحفظة الاستثمارية إلى الطريق المحدد لها سلفاً حين تتحرك الأسواق بشكل غير متوقع وتخرج المخاطر عن الحد المسموح مثلاً، أو إن طرأ أمرًا على الأسواق فهناك دائماً خطة لإعادة التوازن، حتى وإن كانت التحركات طبيعية. ولكن تقسيم المحفظة الاستثمارية قد اختلف عن الموضوع في خطة الإدارة، لذا يجب دائماً إعادة توازنها مرة أخرى حتى تتحقق النتائج المبنية على الخطط الموضوعة سلفاً.
إعادة التوازن أو إدارة الصفقات على المدى القصير تقريباً متشابهين في المضمون. الفكرة ببساطة هي إدارة الأموال قبل وأثناء وبعد دخولك السوق، وليس قبل الدخول للسوق فقط. هذا بالطبع يحتاج إلى شيء من الخبرة و المعرفة، ولكن يجب أن تتعلم كيفية إدارة محفظتك الاستثمارية بشكل محترف حتى تستطيع تحقيق الأرباح.