كارثة هبوط سهم Gamestop وافلاس المضاربين الشباب.

كارثة هبوط سهم Gamestop وافلاس المضاربين الشباب.

في الايام الماضية صعد سهم Gamestop كما هو معروف بسبب الخول المفاجىء لمضاربي ما يعرف بشركة روبن هوود أو تطبيق ريديت، وعلى الرغم من البرورجاندا التي احدثها صعود السهم من 4$ الى ما يقارب ال 500$ الان أن السعر انهار بعدها ببضعة أيام حيث هبط السعر الى وقت كتابة هذا المقال 60% ومازال الهبوط مستمر، وكان كل ذلك بكل تأكيد متوقع من كل المستثمرين والمضاربين المحترفين، بالفعل كان هناك بيع على المكشوف للسهم من بعض صناديق التحوط الامريكية والتي كانت خسائرها كبيرة في الايام الماضية ولكن هذا لا يعني أن الرابح هو المضاربين الهواة، من الممكن أن يكون هناك بعض الرابحون من عملية صعود السهم ولكن الربح والخسارة في اسواق المال لا يتم تحديده بكمية الاموال التي تم ربحها او خسارتها في يوم أو اثنين، هي عملية مستمرة من تحقيق الارباح على المدى الطويل، وهي عملية مستمرة من الاستثمار والتداول ولكي تعرف ماذا حدث بالترتيب دعني اشرح لك من وجهة نظر المستثمرين في سوق المال.

المرحلة الاولى :

كانت بأن بعض الصناديق الاستثمارية قررت بيع اسهم الشركة على المكشوف، وهو ما ازعج بعض المضاربين الهواة الذين ظنوا انهم بأمكانهم انقاذ الشركة من يد هؤولاء المضاربين الفاسدين، وبالفعل نجحوا في رفع اسعار السهم من 4$ الى 470$ وتكبدت صناديق الاستثمار في السهم خسارات ضخمة جداً ولكن المشكلة أن هؤولاء المضاربين الهواة لم يدركوا انهم يشترون سهم ليس له قيمة من الاساس، وهو احد افضل وسائل الاستثمار في الاسهم بشكل عام، تخيل انك تشتري سيارة قيمتها السوقية تساوي 1000$ بمبلغ مليون دولار، وهذا ما حدث بالفعل، السعادة الغامرة التي كانت لدى هؤولاء المضاربين تشبه تماما السعادة التي يشعر بها المقامر حين يربح لاول مرة من الكازينو.

 

المرحلة الثانية:

وصول السعر الى منطقى التشبع الشرائي، ولكي تفهم هذه المعادلة دعني اشرح لك ببساطة ما يعني صعود السهم أو هبوطه، في البورصة يصعد سهم الشركة كلما كانت الشركة من الناحية المالية قوية، ولكي يستمر الصعود يجب أن تكون هذه الشركة في حالة من التطور المستمر فيما يخص الارباح، ولكن عندما يصعد السهم بسبب الشراء الجماعي فهذا يعني ان طائفة بسيطة فقط من المضاربين قرروا شراء السهم دفعة واحدة وهو ما يعني أن السهم غير مدعوم بحالة مالية جيدة، ولذلك عندما يشتري كل فرد داخل هذه الطائفة فيصل السعر الى مرحلة التشبع أي انه لا يوجد مزيد من القوى الشرائية ليرتفع السهم اكثر، لذلك يكون اليد المسيطرة على السهم في مثل هذه الاوقات فقط هي يد القوى البيعية، لذلك تجد أن كل صعود قوي على احد الاسهم يتبعه هبوط مساوي له في القوة ان لم يكن هذا السهم لديه من الاسبابا المالية ما تبرر تلك الحركة الصاعدة القوية.

وعندما يهبط السهم يظن المضاربون الهواة انهم يستطيعون أن يفعلوا تلك المغامرة مرة اخرى، ولكن هذا لا يحدث لان في مثل هذه الحاللات تكون القوى البيعية ايضاً صناديق استثمارات قوية وهم بكل تأكيد اذكى من الهواة، فهم وجدوا فرصة لتفليس هؤولاء الشباب ولكن انتظروا الى ان تنتهي حالة المغامرة التي يشعرون بها ومن ثم بدأوا في بيع الاسهم على المكشوف مرة اخرى، ومع افتقار الاحترافية من المضاربين الشباب وقعوا في فخ النشوة الجنونية التي شعروا بها بسبب صعود السهم في صالحهم، ولكن لا تنسى ان الخسارات الكبيرة التي تكبدها السهم في الايام الاخيرة كانت من جيوب هؤولاء الشباب بكل تأكيد، ما يعني انهم هم من خسروا وبعضهم من ربح من الصعود. ولكن بشكل عام الخسارات كانت من طائفة الهواة.

 

الدرس المستفاد:

ان كنت تظن ان بأمكانك السيطرة على السوق المالي في وول ستريت فأنك بكل تأكيد لا تعرف شىء عن البورصة الامريكية، مضاربي وول ستريت من المؤسسات المالية والافراد هم الاذكى على الاطلاق عندما تكون اللعبة خاصة بالاموال والارباح، من الممكن أن تتغلب عليهم في معركة ولكنك لن تكسب الحرب مهما كانت الميزة العددية لديك، وهو ما حدث، فعلى الرغم من الملايين الذين قرروا شراء السهم الا انهم تكبدوا خسارات رهيبة في اليومين الماضيين فقط، ولتدرك حقائق السوق المالي فيجب أن تعرف ان لا احد على الاطلاق قادر على رفع سهم أو خفضه بهذه الطريقة غير المؤسسات المالية، فيجب أن تعلم أن المؤسسات المالية هي من رفعت هذا السهم ليربحوا من صعوده وهم أيضاً من قرروا بيعه مرة اخرى والربح من هبوطه عندما رأوا ان المستوى السعري مناسب للبيع على المكشوف مرة اخرى، بكل تأكيد الرابح الوحيد من كل ما حدث هو المؤسسات المالية في البورصة الامريكية وليس الافراد.