تترقب الأسواق المالية العالمية اليوم أحد أهم القرارات التي تصدر عن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي من المتوقع أن يكون له تأثير على قيمة الدولار الأمريكي وأسواق الأسهم الأمريكية. يتداول مؤشر الدولار الأمريكي حاليًا قرب مستويات 107، وهي مستويات مرتفعة جدًا وهامة. ويعد هذا المؤشر حساسًا لأي إشارات جديدة قد تصدر عن الفيدرالي.
استمرار خفض معدلات الفائدة قد يؤدي إلى تراجع المؤشر، ويعزز السيولة في الأسواق المالية ويشكل دعمًا لقيم الأصول المسعرة بالدولار الأمريكي.
التوقعات حول قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي:
خفض الفائدة:
يتوقع السوق بنسبة شبه مؤكدة أن يتم خفض معدلات الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية. هذا القرار ينسجم مع الاتجاه الحالي للفيدرالي لدعم النشاط الاقتصادي.
توقعات الأعضاء (النقاط):
يولي المستثمرون أهمية كبيرة لما يُعرف بـ”النقاط”، والتي تعكس رؤية أعضاء الفيدرالي حول معدلات الفائدة المستقبلية:
لعام 2025:
توقعات سبتمبر السابقة أشارت إلى أن معدلات الفائدة ستصل إلى 3.5%، ومن المتوقع أن يظل هذا التوقع دون تغيير، في ظل غياب بيانات جديدة تستدعي التعديل.
المدى البعيد:
من المحتمل أن تشهد التوقعات تعديلاً طفيفًا نحو مستويات أعلى بقليل، إلا أن هذا الأمر لن يكون له تأثير كبير إذا بقي ضمن الإطار المتوقع.
- السيناريوهات المحتملة:
السيناريو الأول (الأكثر ترجيحًا):
في حال أكد الفيدرالي استمرار خفض معدلات الفائدة العام المقبل لدعم النمو الاقتصادي، قد يؤدي ذلك إلى:
ضعف الدولار الأمريكي نتيجة تراجع العوائد.
ارتفاع قيم الأصول المسعرة بالدولار، جيد لقيم متوسطة المدى في أسواق الأسهم والمعادن النفيسة.
السيناريو الثاني (الأقل ترجيحًا):
إذا أشار الفيدرالي إلى عدم خفض معدلات الفائدة بشكل كبير العام المقبل بحجة ارتفاع التضخم بشكل مستمر وسياسات تضخمية متوقعة، مثل تلك المتعلقة بترامب
فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز قوة الدولار على المدى القصير، مما سيكون له تأثير سلبي على الأصول المسعرة بالدولار.
- الوضع الحالي في الأسواق:
حاليًا، تتسم الأسواق بحالة من الترقب الحذر، مع تغيرات طفيفة في الأسعار، وذلك نتيجة انتظار قرار الفيدرالي. إضافة إلى ذلك، تقترب الأسواق من نهاية تداولات العام الحالي، مما يعني تراجعًا تدريجيًا في السيولة بسبب موسم العطلات.
القرار المنتظر اليوم سيحدد اتجاه الأسواق على المدى القصير والمتوسط. بينما يركز المستثمرون على إعلان خفض الفائدة، فإن التصريحات والتوقعات المستقبلية ستظل العامل الأكثر تأثيرًا على حركة الأسواق خلال الفترة المقبلة.