Table of Contents
في ظل التقلبات الاقتصادية، إليك الحل للحفاظ على الثروة من الضياع
في ظل التحديات الاقتصادية العالمية التي تحدث في الوقت الحالي ماذا يفعل أصحاب الدخول المتدنية والطبقة المتوسطة لينجوا من هذه الموجة التضخمية التي لم تظهر أية بوادر لانتهائها في الوقت الحالي، وربما تستمر اكثر من ذلك خاصة مع التوتر السياسي المستمر في العالم الآن بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وهو السبب الثاني بعد انتشار جائحة كورونا والذي مازال أثره مظلم على العالم إلى الآن.
التخطيط للمستقبل:
للخروج من الازمة الاقتصادية الحالية يجب التخطيط إلى المستقبل القريب واتخاذ قرارات مالية حكيمة لتجنب أخطار ارتفاع الأسعار التي تدمر ثروات الطبقات الوسطى في العالم اجمع حاليًا، في الولايات المتحدة الامريكية مازال المواطن الأمريكي يعاني بشدة من آثار التضخم على مستوى المعيشة، ونحن نتحدث عن الاقتصاد الأكبر والأقوى في العالم فمابالك بالاقتصادات الناشئة والتي تأثرت بقوة بسبب ارتفاع معدلات الفائدة البنكية الأمريكية في الأسبوع الماضي.
رفع معدلات الفائدة البنكية:
بعد رفع معدلات الفائدة البنكية الأمريكية الأسبوع الماضي شهد العالم نوع من التخبط الكبير خاصة في الدول الناشئة بسبب الخروج السريع لرؤوس اموال المستثمرين ووضعها في البنك المركزي الأمريكي وهو ما تم في أوروبا أيضًا، ذلك لأن رؤوس الأموال دائمًا ما تبحث عن ملجأ آمن في ظل وجود تخبط اقتصادي عالمي، ولأن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأقل من حيث المخاطرة فوضع الأموال في السندات الحكومية الأمريكية هو الحل الأمثل بالنسبة للمستثمرين في الوقت الحالي.
ولكن الاخطر حاليا هو أن الفيدرالي الأمريكي ينوي رفع معدل الفائدة أكثر من ذلك لتصل الى مستوى 1.75% كما توقع المحللون، هذا يعني كارثة أكبر تلوح في الافق بالنسبة للأقتصادات الناشئة.
الاقتصادات الناشئة وخطر التضخم :
إذا كان رفع معدل الفائدة الأمريكية ربع نقطة مئوية أدى إلى هبوط بعض عملات الدول الناشئة ما يقارب ال 15% فماذا سيحدث في المستقبل القريب بعد رفع الفائدة الأمريكية أكثر من ذلك خلال العام الجاري والقادم، ربما تشهد عملات الدول الناشئة مزيد من الضغوط في المستقبل القريب بسبب ازدياد ضغط خروج الأموال من هذه الدول وهو ما يعني احتمالات حدوث صدمة تضخمية أخرى قريبًا، أضف إلى ذلك ارتفاع تكاليف الانتاج وتكاليف الواردات للدول المستوردة بسبب الارتفاع الكبير في أسعار النفط والذي ستظل أسعاره عند المستويات الحالية في حالة عدم انتهاء النزاع الروسي الاوكراني الحالي، في ظل التضخم العالمي المرتفع لن يحدث أن تنخفض الاسعار بشكل عام في المستقبل القريب، لذلك يجب دراسة الوضع قدر الامكان وتحديد الاولويات والسيطرة بشكل قوي على الانفاق لتجنب خطر التضخم المرتفع والمحتمل أن يرتفع أكثر في حالة ارتفاع النفط عن المستويات الحالية .
أهم الخطوات التي يجب أتباعها لتجنب أضرار التضخم:
- أولا يجب اللجوء الى السندات الحكومية التي تصدرها الدول الناشئة لمحاولة تعويض الفارق في عملية خروج الأموال منها إلى دول أخرى، في الغالب وقت حدوث هذه الانواع من عمليات تسييل العملات المحلية واستبدالها بعملات أجنبية من المستثمرين الأجانب يتم إصدار سندات حكومية من حكومات الدول الناشئة للحفاظ على قيمة العملة والاقتصاد ومحاربة نقص السيولة بشكل عام، ولذلك اللجوء الى مثل هذه السندات له فائدتان، الاولى هي المحافظة على الثروة من التضخم قدر الامكان، والثانية هي الوقوف بجانب النظام الاقتصادي في الدولة والتي تعاني بقوة في مثل هذه الاوقات مما ينعكس في المستقبل على الطبقة المتوسطة والفقيرة في صورة قرارات اقتصادية احترازية والتي تكون قاسية في معظم الاحيان.
- ثانياً يُفضل في حالة عدم اتباع الخطوة الاولى أن يتم اللجوء الى الملاذات الآمنة مثل الذهب والفضة، في هذه الحالة قد يتم الحفاظ على الثروة من الاخطار المحتملة للتضخم وتآكل قيمة النقود مع الوقت خاصة في حالة ارتفاع التضخم عن المستويات الحالية وهو المتوقع في ظل ثبات المعطيات الحالية، ولكن هذا قد يشكل ضغط على الاقتصادات الوطنية في بعض الاحيان لذلك الحل الاول هو الحل الامثل.
- ثالثاً السيطرة على عملية الانفاق، نادرًا ما يستطيع الانسان تحديد الأولويات في ظل الحياة المالية الطبيعية، بمعنى أن في ظل وجود مستويات دخل طبيعية ومستقرة دائما ما يكون الانفاق على بعض الرفاهيات أمر أولوي، ولكن في ظل التحديات الاقتصادية تبدأ الاشياء تسقط واحدة تلو الاخرى في خانة الغير ضروريات، لذلك يجب تحديد الأولويات في الوقت الحالي ومحاولة الخروج من كل الالتزامات الغير ضرورية خاصة لو كانت عبارة عن ديون ضارة وهي الديون التي لا تضر عوائد مالية.
بهذه الطريقة من الممكن الحفاظ على مستوى معيشي مستقر في ظل التحديات الحالية.
- رابعاً اللجوء الى البنوك والاستفادة من الوضع الحالي، أما الحل الرابع فهو ما تفعله الطبقة الغنية، وهو اللجوء الى الاقتراض في ظل الاوضاع الصعبة والاستفادة من التسهيلات الاقتصادية التي تحاول الدولة بها الحفاظ على الاقتصاد عن طريق القطاع المصرفي،وهو ما يعني ببساطة الاقتراض من البنك ووضع اموال القرض في أصول مالية، هذه الطريقة هي الاصعب لانها تتضمن بعض المخاطر ولكن في الوقت الحالي المخاطر منخفضة تماما في حالة التخلص من النقود السائلة و وضعها في أصل مالي ترتفع قيمته مع الوقت، كالذهب أو الفضة أو العقارات مثلا.
في وقت الأزمات تصنع الثروات:
كثيراً ما نسمع عن أن وقت الازمات تصنع الثروات ولكن كيفية صنع الثروات هي ما تغيب عن أذهان الطبقة المتوسطة والفقيرةذلك لان هذه الطبقات دائما ما تميل الى عدم المخاطرة وتحاول قدر الامكان اللجوء الى مناطق الراحة والامان ظنا منهم أن الحفاظ على النقود السائلة هو الملجأ الامن لهم مما يحدث حاليا، ولكن على العكس تماما، وذكر نفسك دائما أن في كل مرة تحاول فيها الحفاظ على النقود السائلة فيتم خصم مبلغ التضخم منك كل سنة، ايا كان نسبة التضخم ولتكن مثلا 10% هذا يعني انك تفقد 10% من اموالك كل سنة بسبب التضخم، وعلى العكس في حالة اقتناء اصول مالية، ففي الوقت التي تفقد فيه النقود 10% كل سنة تكتسب الاصول المالية هذه النسبة لترتفع قيمتها كل سنة على الاقل 10% بسبب فقدان هذه النسبة من الاصول، هذا لان الاصول المالية تقاس بالنقود السائلة وهو ما يعني أن العلاقة بينهم عكسية.
أكبر عدو لمستقبلك المالي:
تذكر أيضاً أن أكبر عدو لمستقبلك المالي في مثل هذه الاوقات هو الخوف، والخوف من المخاطر هو ما يجعل من الطبقات الفقيرة والمتوسطة دائما فقيرة، لذلك اذا كنت ترغب فعلا في الخروج من هذه المأساة التضخمية والاقتصادية العالمية يجب التفكير بشكل عقلاني وعدم الانسياق وراء الخوف من اتخاذ قرارات اقتصادية حكيمة، واسأل نفسك متى هبطت أسعار الذهب والفضة والعقارات والاسهم أمام النقود في التاريخ الانساني ؟! لم ولن يحدث على المدى البعيد أن تفقد تلك الاصول قيمتها أمام النقود السائلة التي يتم طبعها وقت ما يرى البنك المركزي، حتى وان حدث هبوط وقتي، الا أن الاتجاه العام للأسعار سيظل صاعداً الى الابد في ظل النظام الرأس مالي الحالي وهذا يسري على كل الدول بما فيهم القوى الاقتصادية الكبيرة كالولايات المتحدة الامريكية واوروبا والصين.
ركز في القادم فقط:
التفكير الآن يجب أن ينصب على القادم وليس الماضي، ما حدث قد حدث ولن تستطيع تغييره، ولكن يجب أن تفكر في الغد، الأزمات الاقتصادية لا تنتهي فجأة وحتى أن انتهت سيظل أثرها السلبي مسيطر لفترة زمنية كما حدث في كل الأزمات السابقة، وفي الأزمات المالية عادة ما تنخفض قيمة الأصول المالية بشكل وقتي بسبب عمليات تسييل الأصول المالية الملحة بالنسبة للمستثمرين لمواجهة الالتزامات المالية وهنا تكمن الفرص دائمًا، يمكنك شراء هذه الأصول عند هبوط أسعارها بشكل وقتي والاحتفاظ بها ومع الوقت ستجد أن الفارق واضح بين الاحتفاظ بالنقود السائلة والاحتفاظ بالاصول المالية.