في الوقت الحالي ترتفع بقوة أسعار الاصول المالية بشكل عام، فقد رأينا في الأيام الأخيرة ارتفاع سوق الأسهم بقوة الى جانب ارتفاعات قوية شهدها سوق الذهب والفضة وأيضاً سوق السندات الأمريكية مع بدء الحديث عن خفض معدلات الفائدة في الاجتماعات القادمة للفيدرالي، فقد صرح جيروم باول رئيس البنك الفيدرالي أنه من الممكن البدء في عملية خفض معدلات الفائدة بعد اجتماعات مارس الجاري، وهذا تماشياً مع رؤية المستثمرين والذين يعتقدون أن الفيدرالي سيقوم بتخفيض الفائدة خلال الأشهر القادمة مما سيساعد في رواج النشاط الاقتصادي بشكل عام.
انخفاض الفائدة في الأساس يعني تزويد المعروض من النقد الدولار داخل الاقتصاد وبناءاً على هذا ستنخفض قيمة الدولار امام العملات القوي الأخرى، ولكن لأن العملات القوية الأخرى من المحتمل أن تتبع الفيدرالي في عملية خفض الفائدة فمن المحتمل أن تشهد أسواق الفوركس بعض التحركات العشوائية مع بدء عمليات خفض الفائدة م نالبنوك المركزية حول العالم، وذلك لأن كل عملة يعاد عملية تسعيرها امام الدولار بناءاً على حسابات سوق الفوركس وسعر الصرف. وهو ما يتطلب الحذر والاعتماد على التحليل المنطقي لسوق الفوركس قبل التداول فيه.
أما الاحتمالات الأعلى للأرباح فهي موجودة داخل سوق الأسهم والسلع، فمن الطبيعي أن يرتفع الذهب بقوة في حالة خفض الفائدة البنكية ولكن كن حذر لأن الذهب قد صعد بالفعل ومازال يصعد خلال الأيام الحالية مما قد يزيد من مخاطر امتصاص المعدن الاصفر لقرار خفض الفائدة أثناء حدوثه، وهو معروف عن سوق الذهب أنه يتحرك بشكل قوي قبل حدوث القرارات الاقتصادية الهامة، فعند الأزمة يصعد الذهب بقوة قبل حدوثها، وعند خفض الفائدة يتحرك الذهب بقوة قبل صدور القرار وهذا هو السلوك المعروف للتداول في الأسواق المالية والذي يعتمد في الأساس على التوقعات للمستقبل القريب وبالتالي يحاول المتداولين الدخول في الصفقات مبكراً حتى يستطيعون جني المزيد من الأرباح، لذلك يجب التعامل مع الذهب الأن بحذر.
سوق الأسهم سيستفيد من خفض الفائدة بسبب ارتفاع تقييمات الأسهم بشكل عام عند خفضها، وذلك لأن معدل الفائدة يدخل في عملية التقييم للأسهم بشكل عام طبقاً لحسابات ومعادلات عملية التقييم المستخدمة الأن من محللي الشركات والمحللين الماليين بشكل عام، ما يعني ارتفاع قيمة الأسهم في حالة انخفضت الفائدة ولكن سوق الأسهم أيضاً يشهد تحركات استباقية لقرار خفض الفائدة مما قد يُعرضه الى ما يتعرض له سوق الذهب على المدى القصير من عملية امتصاص القرار وقت حدوثه نظراً الى أن السوق قد تحرك بالفعل مبكراً مع توقعات القرار، وبالتالي الدخول مبكراً في المؤشرات الأمريكية قد يكون أمر جيد ولكن مع الارتفاع الكبير للمؤشرات و وصولها الى مستويات قياسية خلال التداولات الماضية قد يزيد من عملية المخاطر أثناء التداول وهو ما يتطلب اعادة نظر في عملية إدارة المخاطر أثناء التداول.
بشكل عام قرار خفض الفائدة الأمريكية بدأت نتائجه في الظهور مبكراً مع صعود جيع الأسواق بما فيها سوق السندات، وبالتالي التداول مبكراً أمر جيد ولكن يجب الحذر وإدارة المخاطر بشكل جيد، في المجمل يمكن للمتداول أن يوجه استثماراته الى شراء الأصول المالية أمام الدولار الأمريكي لأن الأصول المالية تستفيد من خفض الفائدة البنكية، وبالتالي سيشهد سوق الأسهم وسوق الذهب والفضة والسندات صعوداً مستمراً خلال المرحلة القادمة، وهي الأرباح المنتظرة التي من الممكن أن يستفيد منها المتداول على المدى القصير.