غدًا هو الحدث الأهم للأسواق، فكيف التعامل معه؟

دليلك الشامل للتعامل مع اجتماع فومك غدًا

بدأ اليوم البنك الفيدرالي الاحتياطي الأمريكي Fed اجتماعه الأخير لهذا العام (8 اجتماعات في العام) لينتهي الاجتماع غدًا الأربعاء 19 ديسمبر 2018 ببيان الاجتماع، مع تحديث التوقعات الاقتصادية للبنك. وبعد (30) دقيقة من انتهاء الاجتماع يبدأ المؤتمر الصحفي لحاكم البنك، السيد جيروم باول. وفيما يلي دليل مبسط للحدث الأهم حاليًا:

(1) (القرار): سيكون غالبًا كما تتوقع الأسواق الآجلة بنسبة حوالي (75%) أن يتم رفع الفائدة على الدولار الأمريكي (+25) نقطة أساس إلى نطاق (2.25% – 2.50%) للمرة الرابعة هذا العام، أي ان الرفع بنمط ثابت كل ربع عام (0.25%).

(2) (التوقعات الاقتصادية): وفقًا للمقدمات التي تظهر في قراءة البيانات الاقتصادية فمن المتوقع تخفيض البنك لتوقعات النمو الاقتصادي الأمريكي، وتخفيض طفيف في توقعات التضخم، مع إبقاء البنك علي توقعات البطالة.

(3) (جيروم باول): الرجل مطالب بتفسير أوضح لحديثه في نوفمبر الماضي الذي أفاد آنذاك بأن المعدل الحالي للفائدة على الدولار الأمريكي قريب من المعدل المحايد مقارنة بحديثه في أكتوبر بأن المعدل المحايد بعيد عن معدل الفائدة الحالي.

(4) (الرئيس الأمريكي): مرات عديدة تدخل بها ترامب محاولاً قطع الطريق على سياسة التشدد النقدي التدريجي للبنك الفيدرالي الأمريكي من خلال تغريداته أو مقابلاته مع الإعلام. وقد وصف خلالها (جيروم باول) بالأحمق، كما أدعى أن سياسة البنك الفيدرالي الأمريكي أخطر على صفقاته من الحرب التجارية مع الصين. جدير بالذكر أن البنك الفيدرالي وحاكمه وكل صناع السياسات بالبنك لم يعيروا الأمر اهتمامًا، بل لم يرد ذكر لهذا الأمر في المحاضر التي صدرت بعد كل اجتماع.

– ملاحظة: البنك الفيدرالي الأمريكي Fed يقوم برفع الفائدة وفقًا لتحقيق هدفه المزدوج: (أولاً) استقرار الأسعار من خلال ضبط معدل التضخم حول (2%) على أساس سنوي. (ثانيًا) قوة سوق العمالة. البنك يحاول أن يشحن أدواته للسياسة النقدية مع توقعات ببدء “دورة الركود الاقتصادي” التي تحتاج تخفيض معدلات الفائدة، هذا في ظل مواطن أمريكي قادر عن طريق الدخل المرتفع على تحمل معدل الفائدة حول معدل التضخم.

(5) توقعاتنا للأسواق المالية: بطبيعة الحال فإن كل سوق لها طريقة لتلقي قرارات وتوقعات البنك الفيدرالي الأمريكي: الدولار الأمريكي DXY سيكون سعيدًا من قرار رفع الفائدة، ولكن تخفيض توقعات رفع الفائدة في العام القادم سيكون سلبي على الدولار الأمريكي. أما أسواق الأسهم فتتباطأ مع تباطؤ مؤشرات أساسيات الاقتصاد الأمريكي، ولكن تخفيض توقعات رفع معدل الفائدة في العام القادم سيدعم مؤشرات الأسهم قليلاً. وعن السندات الأمريكية فسيتجه عائد السندات الأمريكية لعشرة أعوام إلى التراجع مع رفع معدل الفائدة، وتوقعات تراجع مسار الفائدة يدعم عدم وجود هبوط سريع – لا حظ منحني العائد – السندات تسير عكسيًا مع حركة العوائد. الذهب سيكون فائزًا من تراجع التوقعات الاقتصادية، وخاصة مع تراجع توقعات رفع معدل الفائدة للسنة القادمة (2019).

– (الحذر): تحتاج الأسواق المالية فرصة بعد صدور نتائج اجتماع لجنة (FOMC) الأمريكية لتقلبات التوقعات ارتفاعًا وهبوطًا – وستكون تقلبات خطيرة – وبعدها تكون القرارات وفقًا للمعلومات التي يصدرها البنك.

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية