– التداول والثقافة العربية ..
مع انتشار فكر التداول بالأسواق المالية هذه الأيام، ومع تقدم وسائل الاتصال وسهولة الدخول إلى سوق البورصة، أصبح التزامًا على كل من يعرف عن التداول ولو شيئًا بسيطًا أن يجود بما لديه من معلومات، وذلك لأن السلاح الأقوى في مجال التداول هي المعلومات، كما هو معلوم لكل من عمل بهذا المجال. ولكن كثيرًا ما يحدث سوء فهم لقواعد التداول، وفي رأيي هي الكارثة الكبرى.
القواعد كثيرة، ولكن من يستطيع فهمها؟
– القواعد العلمية في مجال التداول موجودة وكثيرة، ومن الممكن أن تقرأ القاعدة أو النصيحة وأنت تعلم فحواها، ولكن كيف تعرف ما إذا كنت قد علمت ما تهدف إليه القاعدة أم لا؟
كثيرًا ما أقابل من لا يعرف معنى القاعدة العلمية ولكنه يحفظها تمامًا في صميم قلبه، فزادت المشكلة. ويبقى عند السؤال التزام الشخص الدارس القيام بمهمتين، الأولى هي فك اللغط عن القاعدة ومعناها وهدفها، والثانية هي تغير معتقد الشخص الذي يعتقده في هذه القاعدة، ومن ثم ترسيخ المعتقد الصحيح، وهي ليست سهلة كما يظن البعض، فتغيير المعتقد يتطلب مجهودًا صعبًا، وليس من السهل الوصول إلى تغيره بنجاح إلا بوسائل إقناع في الغالب لا يريد الشخص الدارس الخوض فيها حفاظًا على وقته ومجهوده.
– keep it simple
من منا لا يعرف أحد أهم قواعد المضاربة في البورصة أو النصيحة المشهورة بأنك يجب دائمًا أن تبسط الأمور لكي تحصل على نتائج إيجابية. وللوهلة الأولى تظن أن القاعدة بسيطة جدًا وجيدة جدًا، والمعنى البسيط الذي تهدف له هو أن تختار ببساطة نظام سهل وبسيط وطرق تداول سهلة وبسيطة، وتقوم بتطبيقهما بهذه البساطة أيضًا، وسوف تجد نفسك تصنع المال !ّ!
حقًا؟ أهذا كل شيء؟
الأمر تمامًا أشبه في رأيي بإنسان قرر أن يمارس مهنة الطب لمجرد أنه رأى دكتور أو عالم مشهور في مجال الطب ينصح الأطباء بأن يلتزموا السهولة أثناء ممارسة المهنة!
ولكن الفارق الوحيد أنه ينصح الأطباء، لا ينصح الشخص العادي البسيط بأن يقوم بعمل عملية جراحية مثلاً بمنتهى البساطة.
ما أعنيه هو أن النصيحة بسيطة، ولكن فهمك لها خاطىء، فالنصيحة ليس هدفها ألا تتعلم وأن تقوم بالبحث عن برنامج تداول وتقوم بتنفيذه، ولكن النصيحة موجهة للمضارب المحترف، مثل الطبيب الدارس.
يجب أن تدرس أولاً وتقوم بعد ذلك بتكوين نظام المضاربة الخاص بك. والأفضل أن يكون بسيطًا، ولكن ما يفعله المضارب المبتدىء أو الشخص غير الدارس لمجال المضاربة أو التداول هو العكس، فهو يظن أنها بسيطة جدًا، ولو كانت كذلك ياسيدي لما فشل في الوصول إلى الهدف منها أكثر من تسعين بالمئة!
وأعني في ذلك المضاربة، المجال الوحيد الذي يستسهله جميع من سمعوا عنه. وأختم حديثي عن صعوبة أو سهولة المجال بما قاله المضارب الشهير مارك دوجلاس.
” من الممكن أن ينظر شخص بسيط إلى القمر ويراه ظاهرًا ويظن أنه قريب جدًا ويسهل الوصول إليه، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك. التداول في البورصة تمامًا مثل القمر، يظن أكثر الناس بأنهم قادرون على تحقيق ثروة منه، ولكن الحقيقة عكس ذلك أيضًا“.