طلبات إعانة البطالة الأسبوعية تقفز من جديد، وترقب نتائج أبل وأمازون بعد إغلاق السوق

تشهد الأسواق الأمريكية تقلبات حادة بالتزامن مع صدور بيانات سلبية من سوق العمل، وترقب نتائج عملاقي التكنولوجيا أبل وأمازون بعد إغلاق جلسة اليوم. وتأتي هذه التحركات وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي أعمق، يقابله تفاؤل ناتج عن احتمالات خفض الفائدة وتصريحات إيجابية من الرئيس دونالد ترامب.

سوق العمل الأمريكي يتباطأ:
ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة إلى 241 ألف طلب جديد، وهي من أعلى القراءات الأخيرة، وتؤكد تراجعاً تدريجياً في زخم سوق العمل. كما تراجعت الوظائف الشاغرة من 7.5 مليون إلى 7.1 مليون، ما يعزز مؤشرات الضعف، خاصة مع صدور قراءة ADP التي أظهرت إضافة 62 ألف وظيفة فقط في القطاع الخاص خلال الشهر الماضي. هذه المعطيات تدل على بداية تباطؤ اقتصادي، وإن لم يصل بعد إلى مرحلة الانهيار الكامل.

تأثير الحرب التجارية على العمالة والنمو:
القراءات الأخيرة تعكس التأثير المتصاعد للرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية، خاصة ضد الصين وكندا والمكسيك، قبل أن تتوسع على بقية دول العالم. هذا الضغط التجاري بدأ ينعكس على توظيف العمالة، خاصة في القطاعات المعتمدة على التصدير والاستيراد.

ترقب نتائج أبل وأمازون:
من جهة أخرى، تترقب الأسواق نتائج شركتي أبل وأمازون بعد إغلاق جلسة التداول اليوم، وسط تساؤلات كبيرة حول توقعاتهما للفترة القادمة. أهمية هذه النتائج لا تكمن فقط في أرقام الربع السابق، بل في الكيفية التي ستواجه بها الشركتان الحرب التجارية، خاصة مع اعتمادهما الكبير على السوق الصيني. أي إشارات إلى تراجع الطلب أو ارتفاع التكاليف بسبب الرسوم قد تهوي بأسعارهما وتضغط على قطاع التكنولوجيا بأكمله.

تقاطع الأسواق عند مفترق طرق:
الأسواق الأمريكية حالياً عند مفترق طرق:

  • المتفائلون يعوّلون على خفض وشيك للفائدة وتصريحات ترامب التي توحي بتحسّن قريب في الاقتصاد.
  • المتشائمون يحذّرون من دخول فعلي في مرحلة ركود إذا استمر ضعف التوظيف وتراجع النمو.

ليس انهياراً.. لكنه بداية تباطؤ:
حتى اللحظة، لا يمكن الحديث عن أزمة اقتصادية، بل عن بداية مرحلة من التباطؤ والانكماش المحدود. فلا يزال هناك خلق للوظائف، وإن بوتيرة أبطأ، وارتفاع طلبات الإعانة لم يصل لمستويات كارثية. لكن الاتجاه العام يفرض الحذر ويزيد من حدة التقلّبات.

التقلبات مستمرة.. والمضاربة هي الحل:
في ظل هذا المشهد، تبقى الاستراتيجية الأفضل هي المضاربة الذكية.

  • ارتفاعات الأسهم قد تستمر إذا جاء خفض الفائدة فعلياً، لكنها مهددة بأي بيانات سلبية مفاجئة.
  • تراجعات الذهب قد تكون مؤقتة، خاصة إن عاد الطلب عليه كملاذ آمن.
  • الدولار الأمريكي شهد تراجعات حادة الفترة الماضية، ولكن قد يشهد تصحيحات صعودية قصيرة الأجل.

لا يمكن الجزم بمسار واضح للاستثمار خلال هذه الفترة. لكن من يتمتع بالمرونة والقدرة على قراءة حركة السوق وإدارة المخاطر، سيكون الأقدر على اقتناص الفرص، سواء في فترات الهبوط أو الصعود.

Related posts

مايكروسوفت تفاجئ الأسواق بنتائج قوية وقفزة في السهم بدعم من Azure والذكاء الاصطناعي

انتعاش ملحوظ في وول ستريت قبل الافتتاح بعد نتائج الشركات، ومكاسب للأسهم اليابانية والأسترالية، مع تراجع للنفط

مكاسب للأسواق الأوروبية وتراجعات بارزة لأسعار النفط بفعل مخاوف العرض وضعف الطلب