شهد زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني تقلبات قوية خلال الأيام الأخيرة، حيث اقترب من مستويات 157 ين لكل دولار، مرتفعًا من مستويات قريبة من 140 ين التي تم تسجيلها قبل أسابيع قليلة فقط. التحركات الأخيرة جاءت نتيجة لتطورات درامية ومفاجئة على مستوى السياسة النقدية في الولايات المتحدة واليابان.
الضربة الأولى: الفيدرالي الأمريكي يقلص توقعات خفض الفائدة
في خطوة غير متوقعة، أعلن الفيدرالي الأمريكي أمس عن تغيير توقعاته بشأن عدد مرات خفض الفائدة في العام المقبل. فبدلاً من التخفيضات الأربع التي كانت متوقعة في سبتمبر، أصبح من المرجح أن يكون هناك مرتان فقط. هذا التحول دعم عوائد سندات الخزانة الأمريكية ووسع الفارق بينها وبين عوائد السندات اليابانية. هذا الفارق عزز من قوة الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بشكل كبير.
الضربة الثانية: تثبيت الفائدة اليابانية
صباح اليوم، قرر البنك المركزي الياباني الإبقاء على معدل الفائدة عند مستويات أقل من 0.25% دون تغيير، مما خيب آمال المتفائلين الذين كانوا يتوقعون رفعًا للفائدة بناءً على تلميحات سابقة من مسؤولي البنك. هذا القرار أضعف الين الياباني بشكل إضافي، ليعزز مكاسب الدولار الأمريكي وأزواج العملات الأخرى أمام الين.
التأثير العام والمستقبل المتوقع
1. قوة الدولار الأمريكي: ارتفاع عوائد السندات الأمريكية يعزز من جاذبية الدولار أمام العملات الأخرى، وخصوصًا الين الياباني.
2. ضعف الين الياباني: مع استمرار البنك المركزي الياباني في سياسته النقدية الميسرة، يبقى الين تحت ضغوط إضافية، مما يدعم ارتفاع الأزواج المرتبطة به.
3. آفاق المستقبل: من المرجح أن تستمر الضغوط على الين الياباني في الفترة القادمة، خاصة مع اتساع الفارق في معدلات الفائدة بين اليابان والدول الأخرى.
إذن، مزيج من قوة الدولار وضعف الين يفتح المجال لتحقيق المزيد من المكاسب في أزواج العملات مقابل الين الياباني على المدى القريب، ما لم يحدث تغيير جوهري في سياسات البنوك المركزية.