في السنوات الماضية كانت تحركات الذهب مرتبطة جداً بتحركات الأسهم حيث كان المستثمرين يلجأون الى الدولار الأمريكي كوسيلة دفاعية الى أن يتم تاكيد رؤية الأسوق وهل سيكون هناك ركود اقتصادي بالتالي يلجا المستثمرين الى الذهب والملاذات الأمنة أم سيكون هناك فقط تضخم مؤقت وبالتالي يلجأ المستثمرين الى سوق الأسهم مرة اخرى بعد الهبوط القوي والاستفادة من الأسعار الجيدة للأسهم بعد الهبوط، ويبدو ان هذا الترابط القوي بين الذهب والأسهم قد انعكس في الوقت الحالي، وهو ما يدل على احتمالات قوية جداً أو شبه مؤكدة أن الركود الأقتصادي قد بدأ بالفعل.
أمس ارتفعت أسعار الذهب بقوة من مستوى 1806 الى مستوى 1830 دولار لتنهي القناة السعرية الهابطة التي تحدثنا عن اقتراب أنتهائها كثيراً في المقالات السابقة، وهذا يدل على تدفقات نقدية كبيرة جداً في سوق الذهب ربما تصل الى 120 مليار دولار في يوم واحد فقط، وهي كمية تشير الى اتجاه ليس فقط المستثمرين الأفراد الى شراء الذهب ولكن ايضاً المؤسسات المالية الكبيرة بدأت في التحوط ضد سوق الأسهم، ما يشير الى تاكد هذه المؤسسات من الركود الأقتصادي.
أما عن سوق الأسهم والمؤشرات الأمريكية فقد هبطت بقوة أمس وهو ما يشير أيضاً الى بيع المستثمرين والمؤسسات المالية الكبرى لأستحواذاتهم من الأسهم الأمريكية وهو دليل أخر قوي على احتمالات هبوط المؤشرات الأمريكية لمستويات سعرية أقل كثيراً من التي هي عليها الأن، من المتوقع أن يستمر هذا الشهر هبوط الداو جونز الى مستويات دون المستويات الحالية وربما يقترب من مستوى 31000 نقطة قريباً.