في اليوم الأخير من تداولات شهر مارس والربع الأول من العام الجاري وحتى إعداد التقرير
فإن سوق الأسهم في أوروبا قد عوض خسائره التي سجلها خلال شهر مارس وحاليا على ارتفاع بسيط رغم الحرب الروسية في أوكرانيا
الرسم التالي للتحركات الشهرية لمؤشر داكس الألماني وأيضا ستوكس 600 الأوروبي واسع النطاق يشير لأول ارتفاع شهري بعد شهرين من التراجعات
أما على صعيد الربع الأول فمؤشر ستوكس 600 سجل أول تراجع ربع سنوي منذ الربع الأول من عام 2020 حيث أزمة كورونا
إلا أن أكثر من نصف التراجعات قد عوضت خلال الربع الأول
والأمر شبيه جدا لما حدث في السوق الأمريكي حيث قبل افتتاح وول ستريت لليوم
فمؤشر اس اند بي 500 أيضا يقترب من تسجيل أول تراجع ربع سنوي منذ الربع الأول لعام 2020
إلا أنه أيضا عوض أكثر من نصف خسائره خلال الربع الأول
وعلى صعيد الأداء الشهري فيقترب كلا من اس اند بي 500 والداو جونز من تسجيل أول ارتفاع شهري بعد شهرين من التراجعات وفق الرسم التالي
وبعكس ذلك فالذهب والفضة رغم أنهما يقتربان من تسجيل مكاسب ربع سنوية
إلا أنهما فقدا تقريبا كل المكاسب القوية السابقة التي سجلت في شهر مارس وفق الرسم التالي
النفط أيضا يقترب من فقدان مكاسب شهر مارس مما يعبر عن تراجع المخاوف بشأن الحرب في أوكرانيا وتعطل الامدادات وفق الرسم الشهري التالي
وكل ذلك يعبر عن أنه في شهر مارس قد ارتفعت شهية المخاطرة في الأسواق نظرا لأن الصراع الروسي بقي في أوكرانيا ولا حرب عالمية ثالثة متوقعة حتى الآن
وأيضا كون أن الأحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيراقب البيانات في سبيل قرار الاستمرار برفع معدل الفائدة
أو حتى التمهل وفق ما تم إيضاحه في بيانه الرسمي في آخر اجتماع.
في سوق العملات فقد حقق الدولار الاسترالي مكاسب ربع سنوية فوق 3% والنيوزلندي 1.5%
وذلك جراء القفزة التي سجلت في أسعار المعادن والسلع التي تدعم اقتصاد استراليا وارتباط نيوزلندا به.
بالمقابل فقد تراجع اليورو 2.2% والاسترليني 3% في تباين في أداء هذه العملات أمام الدولار الأمريكي وفق الرسم التالي
الأداء الشهري أيضا كان مقاربا في التوزيع للأداء الربع سنوي وفق الرسم التالي
وبه نلاحظ تقلبات الدولار الاسترالي والدولار النيوزلندي الشهرية والتي قد تعود وفق تقلبات أسعار السلع والمعادن
بينما ضعف اليورو حدث من اشارات على عدم رغبة أعضاء في البنك المركزي الأوروبي لرفع معدل الفائدة في العام الجاري بخلاف توقعات سابقة في الأسواق
وضعف اليورو أيضا أثر على سعر الاسترليني بشكل غير مباشر.
الين الياباني كان قد تراجع في الربع الأول بنسبة بلغت 10.9% وفي مارس لوحده كان قد قفز الدولار أمام الين 9%
وتعتبر تراجعات اليورو والين معبرة لتراجع حالة المخاوف في الأسواق كون تراجع اليورو بسيط وأيضا تراجع الطلب على الين كملاذ آمن في آسيا.
الروبل الروسي بعدما سجل تراجعات حادة جراء العقوبات على روسيا
فقد عوض هذه التراجعات جراء مضاعفة البنك المركزي الروسي لمعدل الفائدة
والمهم أيضا مطالب الرئيس بوتن بالسداد بالروبل الروسي من قبل مستوردي الطاقة من الدول غير الصديقة وفق تصنيفه
إلا أن تعويض التراجعات مشابه لما حدث في عام 2014 مع أزمة شبه جزيرة القرم
فبعدما تراجع الروبل من 33 لكل دولار إلى 79 روبل
عوض التراجعات إلى 48 روبل وثم عاد ليتراجع مجددا وفق الرسم التالي الذي يمكن منه توقع استمرار تقلبات الروبل في الفترة المقبلة
بشكل عام قد تستمر شهية المخاطرة في الأسواق في أبريل في حال كانت الظروف الاقتصادية ايجابية وتبقى لكونها مجرد احتمالات.