أهم حوادث الطيران في العقد الأخير وتأثيرها على أسهم الشركات المصنعة والخطوط الجوية

أهم حوادث الطيران في العقد الأخير وتأثيرها على أسهم الشركات المصنعة والخطوط الجوية

في الأيام القليلة الماضية ومع اقتراب عام 2024 على نهايته، يشهد عالم الطيران العديد من الحوادث المؤسفة مما يجعلنا نتطرق إلى دراسة الموضوع من الناحية الاقتصادية. فقد شهد العقد الأخير عددًا من حوادث الطيران الكبيرة التي أثرت بشكل ملحوظ على صناعة الطيران، ليس فقط من حيث السلامة الجوية ولكن أيضًا على المستوى المالي. تسببت هذه الحوادث في خسائر كبيرة لشركات الطيران وصانعي الطائرات، مما أثر على أسهمهم في الأسواق المالية. في هذا التقرير، نستعرض أبرز الحوادث وآثارها على الأسهم.

 

• حادثة طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH370 (2014)

تفاصيل الحادثة: اختفت طائرة الخطوط الجوية الماليزية من طراز بوينغ 777 أثناء رحلتها من كوالالمبور إلى بكين. حتى الآن، لم يتم العثور على الحطام الرئيسي للطائرة، مما جعلها واحدة من أكثر حوادث الطيران غموضًا.

تأثير الحادث:

• على أسهم الخطوط الجوية الماليزية:
  • انخفضت الأسهم بشكل كبير بعد الحادثة، حيث فقدت الشركة ثقة المستثمرين. شهدت الشركة تراجعًا في الإيرادات واضطرت لاحقًا إلى إعادة هيكلة أعمالها.
• على أسهم بوينغ:
  • لم تتأثر أسهم بوينغ بشكل كبير لأن الحادث لم يُعزى إلى خلل في تصنيع الطائرة.

 

•  حادثة طائرة جيرمان وينغز (2015)

تفاصيل الحادثة: تحطمت طائرة إيرباص A320 التابعة لشركة جيرمان وينغز الألمانية بسبب تصرف متعمد من مساعد الطيار، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب.

تأثير الحادث:

• على أسهم جيرمان وينغز وشركة لوفتهانزا المالكة:
  • انخفضت أسهم لوفتهانزا بنسبة 4% في الأيام التي تلت الحادث، لكنها تعافت نسبيًا بعد توضيح ملابسات الحادث.
• على أسهم إيرباص:
  • شهدت أسهم إيرباص انخفاضًا طفيفًا في البداية، لكنها تعافت بسرعة، حيث لم يكن الحادث نتيجة خلل تقني في الطائرة.

 

•  حوادث طائرات بوينغ 737 ماكس (2018-2019)

تفاصيل الحوادث: شهد العالم سقوط طائرتين من طراز بوينغ 737 ماكس، إحداهما تابعة لشركة ليون إير الإندونيسية في أكتوبر 2018، والأخرى تابعة للخطوط الإثيوبية في مارس 2019. أسفرت الحادثتان عن مقتل جميع الركاب وأثارتا مخاوف حول نظام التحكم بالطائرة.

تأثير الحوادث:

• على أسهم بوينغ:
  • تراجعت أسهم بوينغ بنسبة تجاوزت 20% بعد الحادثتين. تم تعليق استخدام طائرات 737 ماكس عالميًا، مما تسبب في خسائر مالية ضخمة للشركة.
  • اضطرت بوينغ لدفع تعويضات لشركات الطيران والعملاء المتضررين، إضافة إلى تكاليف إعادة تصميم نظام التحكم في الطائرة.
• على شركات الطيران:
  • شركات مثل ساوث ويست وإير كندا تأثرت بشدة بسبب اضطرارها إلى إلغاء الرحلات أو إعادة تنظيم الأساطيل.

 

•  حادثة طائرة أوكرانيا الدولية (2020)

تفاصيل الحادثة: أُسقطت طائرة بوينغ 737 تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية عن طريق الخطأ، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب.

تأثير الحادث:

• على أسهم بوينغ:
  • لم يكن هناك تأثير كبير على أسهم بوينغ، حيث كانت الحادثة نتيجة لخطأ عسكري وليس خللًا في الطائرة.
• على الخطوط الجوية الأوكرانية:
  • تأثرت الشركة بشكل كبير نتيجة للحادثة، مع انخفاض الثقة في عملياتها.

 

•  حادثة الخطوط الجوية الهندية إكسبريس (2020)

تفاصيل الحادثة: تحطمت طائرة بوينغ 737 أثناء هبوطها في مطار كاليكوت بالهند، مما أسفر عن وفاة 21 شخصًا.

تأثير الحادث:

• على أسهم بوينغ:
  • الحادثة لم تؤثر بشكل كبير على أسهم بوينغ نظرًا لأنها كانت مرتبطة بظروف الطقس وليس بمشكلة في التصميم.
• على الخطوط الجوية الهندية:
  • تأثرت سمعة الشركة، لكنها لم تشهد تأثيرًا كبيرًا على أسهمها.

•  حادثة طائرة خطوط آسيا (2023)

تفاصيل الحادثة: في مايو 2023، خرجت طائرة من طراز بوينغ 777 عن المدرج أثناء هبوطها في مطار بانكوك بسبب الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى إصابة 30 راكبًا.

تأثير الحادث:

• على أسهم خطوط آسيا:
  • انخفضت الأسهم بنسبة 5% بعد الحادثة، لكنها تعافت بعد أن أكدت الشركة التزامها بتحسين معايير السلامة.
• على أسهم بوينغ:
  • لم تتأثر الأسهم بشكل كبير حيث لم يتم ربط الحادث بعيب تقني في الطائرة.

 

حوادث ديسمبر 2024 المؤسفة:

• في أسوأ كارثة طيران تشهدها كوريا الجنوبية على الإطلاق، لقي 179 شخصًا حتفهم، فيما جرى إنقاذ شخصين فقط، بعد تحطم طائرة ركاب إثر هبوطها دون عجلات وانحرافها عن المدرج واصطدامها بجدار، قبل أن تتحول إلى كرة من اللهب في مطار موان الدولي.

 

• تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية بالقرب من مدينة أكتاو في كازاخستان بعد أن حولت مسارها من منطقة بجنوب روسيا تنتشر فيها أنظمة الدفاع الجوي التي تُستخدم في إسقاط الطائرات المسيرة الأوكرانية.

تأثير الحوادث على شركات الطيران:

• الحوادث غالبًا ما تؤدي إلى انخفاض مؤقت في قيمة الأسهم، ولكن التعافي يعتمد على إدارة الأزمات.
• الشركات التي تستجيب بسرعة وشفافية، مثل تقديم تعويضات وتحديث بروتوكولات الأمان، تتمكن من استعادة ثقة السوق بشكل أسرع.

تأثير الحوادث على صانعي الطائرات:

• عندما تُعزى الحوادث إلى عيوب تقنية، يعاني المصنعون من خسائر مالية فادحة. مثال على ذلك حوادث بوينغ 737 ماكس.
• الاستثمارات في تحسين أنظمة الأمان وتطوير الطائرات تكون ضرورية لاستعادة ثقة العملاء والمستثمرين.

 

تلعب أهم حوادث الطيران في العقد الأخير وتأثيرها على أسهم الشركات المصنعة والخطوط الجوية دورًا في تحركات الأسواق، على الرغم من أن بعض الشركات تتعافى بسرعة، فإن إدارة الأزمات تلعب دورًا حاسمًا في استعادة الثقة. ومع استمرار التركيز على تحسين الأمان، تقدم صناعة الطيران فرصًا استثمارية طويلة الأجل رغم التحديات.