شركات عملاقة سقطت بسبب غلطة واحدة

كما يقال أن عالم الأعمال هي ساحة حرب أكثر منها ساحة للمنافسة، وشخصيًا أرى أن هذا الأمر حقيقي للغاية. فإذا لم تتمكن من الحصول على حصة من السوق أو الوصول لعملاء وتكوين اسم قوي، فلن تتمكن من الاستمرار كثيرًا. وإذا لم تتمكن الشركة أو المؤسسة من تمثيل نفسها بشكل جيد، فستسقط من الذاكرة بسرعة البرق، وتظهر شركة أخرى قادرة على القيام بنفس الدور، ولكن بشكل أفضل. ولهذا لا تنخدع أبدًا بشركة قد قامت بالنجاح والتفوق في فترة معينة، فأمثلة الشركات التي ظهرت وحققت نجاحًا ومن ثم انطفأ نجمها سريعًا كثيرة وعديدة، فالمهم هي الاستمرارية في النجاح وليس النجاح في حد ذاته.

وهذه أمثلة على بعض تلك الشركات التي كانت في قمة نجاحها أو كان متنبأ لها بنجاح باهر، ولكن بحدوث غلطة وحيدة لم تكتمل الصورة.

 

راديو شاك

   

ظلت راديو شاك لما يقرب من قرن شركة ناجحة وقوية قبل أن تسقط وتبدأ في رحلة الخسارة. والغلطة التي أدت إلى هذا السقوط القوي للشركة هو تمسكهم غير المبرر بعدم فتح متجر بيع إلكتروني، في حين اتجهت شريحة كبيرة من الزبائن للشراء عبر الإنترنت. وقد ظلوا متمسكين بالبيع عن طريق متاجرهم فقط، مما زاد في الهامش المطلوب لتحقيق الربح، وبالتالي زيادة أسعار السلع عن نظيراتها التي تباع على الإنترنت بسعر أقل، بالإضافة إلى فشلها في سداد قرض قد أخذته الشركة، وقد بدأت المتاجر في الإغلاق واحد تلو الآخر، وبدأت رحلة السقوط. والسبب الرئيسي هو تمسكهم بعدم فتح متاجر إلكترونية، فبسبب غلطة صغيرة مثل تلك، انتهت شركة عملاقة في عالم البيع بالتجزئة.

 

سيرز

كان سيرز في السابق أحد المتاجر العملاقة والتي لها العديد من الفروع العملاقة، ولكن مع الوقت أغلقت المؤسسة أكثر من نصف متاجرها، وحتى المتاجر الموجودة حاليًا لا تعمل بصورة جيدة. والسبب الرئيسي في فشل سلسلة محلات سيرز هو عدم اعتنائهم بموظفيهم، فالسلسلة معروفة بهذا الأمر، وقد اكتسبت سمعة سيئة للغاية بين الناس على أنها مؤسسة لا حترم موظفيها، وتقوم بتسريحهم في أي وقت، ولا تعطيهم أجور منصفة. وكان هذا هو السبب الرئيسي لفشلها، فقد كان الموظفون يعملون بلا روح وبلا اهتمام، فكيف لهم أن يهتموا بعمل لا يهتم بهم من الأساس، لهذا من المهم أن يتم الاعتناء بالموظف حتى يعتني الموظف بالمؤسسة.

 

تطبيق ميركات

هل سمعت عن ميركات؟ ماذا عن بيريسكوب؟ كلاهما عبارة عن تطبيقات للتواصل الاجتماعي عبر البث المباشر.

وقد ظهرت تلك التطبيقات قبل أن يظهر تويتر وفيسبوك بفترة وجيزة. وعلى الرغم من أن تلك الشركات قد حصلت على ملايين الدولارات من التمويل لضمان نجاحها، إلا أن غلطتهم الأساسية هي إنفاق تلك الملايين على إعلانات مع الشخصيات المشهورة، بدلاً من صرف تلك الملايين لخلق موقع مميز وسهل للمستخدمين، فعند التحدث عن مواقع التواصل الاجتماعي، فإن أهم أمر هو إنشاء موقع سهل، ويمكن لجميع المستخدمين استخدامه، وليس التركيز على صرف الأموال في إعلانات لشخصيات مشهورة.

دمج AOL و Time Warner

يعتبر دمج AOL وتايم وارنر في عام 2001 هو من أكبر الخطوات الفاشلة في عالم ودنيا الأعمال في التاريخ الحديث. وهذا الخطأ قد كلف المؤسستين حوالي 99 مليار دولار، والفكرة كانت بسيطة للغاية، فلدى شركة AOL  جمهور ضخم ومستخدمين، ولكن عبر الإنترنت، وكان لدى شركة وارنر جمهور كبير ولكن عن طريق التليفزيون، وتم الدمج للوصول لشرائح أقوى وأكثر من جمهور الشركتين. ولكن للأسف لم يتم الأمر بالشكل المرجو نظرًا لاختلاف إدارة الشركتان اختلافًا جذريًا، وهذا ما أدى إلى ضعف الإدارة ومن ثم ضعف النظام ومن ثم الفشل الذريع.

ماي سبيس

كان موقع   MySpace هو الموقع الرائد في ما يعرف حاليًا بمواقع التواصل الاجتماعي.

وقد كان هو الموقع الأكبر والأفضل حتى ظهر Facebook في الصورة. بدأ Facebook على أنه مجرد أمر جامعي، ولكن سرعان ما تطور ليحصل شريحة ضخمة من المستخدمين. وعلى الجانب الآخر كان MySpace ثابت ولا يتطور ولا يحاول حتى الابتكار والتجديد في الموقع، حتى يكون أفضل وأكثر راحة للمستخدم، وخاصة انه لم يقدم أي جديد للشركات الصغيرة، والتي هي تعتبر شريحة ضخمة لتكوين الأرباح. ولهذا سقط ماي سبيس سقوط ذريع نتيجة تخاذلهم في تطوير أنفسهم.

 

Related posts

تاريخ التحركات الكبرى للبيتكوين وأهم الأسباب

تأثير ترامب على أسواق الأسهم: نظرة على الماضي وتوقعات المستقبل

دليل شامل عن رؤساء أمريكا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري