شرح تحليلي لما يحدث على الذهب و توقعات العام الجديد.

شرح تحليلي لما يحدث على الذهب و توقعات العام الجديد.

مع اقتراب نهاية العام وبعد بدء الاتجاه الصاعد للذهب خلال الاشهر الماضية مازالت احتمالات وتوقعات الذهب تشير الى أن هناك المزيد من الصعود في العام الجديد، مازال لادولار الامريكي هو الاضعف وهو ما يدعم صعود الذهب بقوة في الفترات القادمة ومن خلال هذا التقرير سنحاول شرح وجهة النظر الصعودية في الفترات القادمة واحتملات صعود الذهب على المدى القصير والطويل.

 

ما بعد أزمة الرهن العقاري 2008.

عندما ضربت أزمة الرهن العقاري الاسواق العالمية كان الذهب هو الحصان الرابح بعد انتهاء الازمة، في عام 2009 هبط الذهب لمستويات ال 600 دولار في حالة من الفزع البيعي بسبب الضغوط النقدية على المستثمرين والحاجة الماسة لتسييل الاصول كما حدث في الاشهر الماضية على الذهب، ولكن بعد ذلك بدأ الذهب الصعود بقوة من بعدها الى أن وصل ال مستوى 1800 دولار للأونصة تقريباً في عام 2011، وهو ما يعني أن الاتجاه الصاعد للذهب ظل قوي جداً لمدة عامين أو ثلاثة بعد الازمة، وهو ما يحدث في الغالب ولكن هناك ظروف مختلفة في الوقت الحالي عما كان في عام 2008- 2009.

أهم الاختلافات في الوقت الحالي تتمثل في نوع الازمة المالية، وكيفية تعامل البنك الفيدرالي معها، وظهور العملات الرقمية.

 

نوع الازمة المالية:

كانت الازمة المالية في عام 2008 أزمة اقتصادية بحتة، أي أن فشل الاقتصاد ذاته كان سبب الهبوط وهو ما جعل منه هبوط قوي وكان تعامل المستثمرين مع الموقف مختلف بعض الشىء من حيث المدة الزمنية التي تعافى بها السوق بشكل كامل و نوعية الهبوط ايضاً للأسواق وسرعة رجوع الاسواق الى المستويات القديمة لها قبل الازمة، فعندما يكون هناك مشكلة اقتصادية يجب حل المشكلة حتى يتعافي الاقتصاد بشكل كامل، وهو ما أخذ بعض الوقت لان حل مشكلة اقتصادية كبيرة مثل ازمة الرهن العقاري أخذ مجهود كبير بكل تأكيد.

اما عن المشكلة الحالية فكانت في الاساس مشكلة صحية أثرت على الطلب العالمي وهو ما أثر بدوره على الاقتصاد العالمي، ولكنها لم تكن مشكلة اقتصادية بالاساس وهو المبرر الاهم بالنسبة لرجوع الاسواق الى مستوياتها القديمة في خلال بضعة أشهر فقط.

كيفية تعامل الفيدرالي مع الازمة الحالية كان فوق توقعات جميع المستثمرين والاقتصاديين ايضاً من حيث كمية الاموال التي ضخها البنك الفيدرالي للسيطرة على الاقتصاد الامريكي، في عام 2008 – 2009 كانت كمية الاموال ضئيلة جداً عند المقارنة بما حدث هذا العام .

ظهور البيتكوين هي العائق الوحيد الذي يهدد قوة وسرعة صعود الذهب، ولاحظ هنا ننا نتحدث عن سرعة عملية الصعود فقط وليس الصعود ذاته، ذلك ان الذهب نسب احتمالات صعوده مازالت اعلى من 80%، ولكن قوة الصعود ستكون أبطأ مما كانت عليه اثناء ازمة الرهن العقاري بسبب امتصاص عملة البيتكوين لكمية كبيرة جداً من رؤوس الاموال كملاذ أمن وبالتالي هي تنافس الذهب بقوة في الوقت الحالي.

 

سناريوهات صعود الذهب:

على المدى القصير قد يتذبذب السعر بشكل قد يخيف بعض مستثمري المدى القصير، سيكون الاتجاه العرضي القادم بنسبة كبيرة بين مستوى ال 2000 دولار ومستوى 1800 دولار، صعود السعر في الايام المقبلة اعلى مستوى 1900 يعني اننا في اتجاهنا الى اعادة اختبار مستوى ال 2000 دولار وهو المستوى الذي سنحدد عنده اما دخول السعر في حركة عرضية أو اختراق المستوى ومن ثم سنرى المزيد من الصعود في الشهور القادمة اعلى مستوى 2000 دولار.

على المدى البعيد الاحتمالات اعلى ، حيث أن مستوى ال 3000 دولار يعد مستوى متوقع جداً بالنسبة للذهب على المدى الطويل، من الممكن جداً ان يصل السعر الى هذا المستوى خلال العام الجديد 2021 يجب أن تدرك أن صعود الذهب ليس مجرد زيادة في الطلب فقط ولكن الصعود حالياً عبارة عن اعادة تسعير للمعدن الاصفر بعد عمليات طبع النقود التي ستؤدي الى انخفاض قيمة النقود بشكل عام وهو ما سيجعل من الذهب في حالة بحث دائم عن قمية اخرى اعلى من القيمة السعرية الموجودة في الوقت الحالي.