تشير بيانات سوق الفضة العالمية خلال السنوات الأخيرة إلى اختلال واضح ومستمر بين الطلب والمعروض. فقد تراوح الطلب العالمي السنوي منذ عام 2021 بين نحو 1.10 و1.18 مليار أونصة، مدفوعًا بالطلب الصناعي المتنامي، لا سيما في قطاعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات والسيارات الكهربائية، إلى جانب الطلب الاستثماري.
في المقابل، بقي المعروض العالمي (إنتاج المناجم مضافًا إليه إعادة التدوير) ضمن نطاق أضيق يتراوح بين 0.98 و1.03 مليار أونصة سنويًا، نتيجة محدودية نمو الإنتاج واعتماد الفضة في الغالب على التعدين كمنتج ثانوي.
هذا الخلل أدى إلى عجز سنوي متكرر تراوح تقريبًا بين 80 و150 مليون أونصة في كل عام خلال السنوات الماضية، ما يعكس عجزًا هيكليًا مزمنًا يتم تعويضه من المخزونات فوق الأرض.
ومع استمرار هذا الوضع، وصلت أسعار الفضة اليوم إلى مستوى 75 دولارًا للأونصة، مواصلةً تحطيم الأرقام القياسية، في تحرك يعكس بدء تسعير السوق لهذا العجز المتراكم والضغط المتزايد على جانب المعروض.
