سبب هبوط أسهم التكنولوجيا بهذا الشكل ؟
في الاسابيع القليلة الماضية ومع دخول الاسواق في الحركة التصحيحية الاخيرة هبطت أسهم التكنولوجيا بشكل قوي جداً كسهم أبل وتيسلا وغيرهم من الاسهم المدرجة في مؤشر ناسداك، وبالنظر الى تحركات مؤشر الناسداك ذاته ستجد أن هبوط المؤشر كان الاقوى بين المؤشرات، فعندما تقارن هبوطه بهبوط مؤشر الداو جونز مثلاً تجد أن الاخير كان اقل في حدة وسرعة الهبوط.
ولكي نعرف السبب يجب ان ننظر الى تحركات المؤشرات المذكورة خلال العام الماضي، فمع دخول فيروس كورونا وبدء هبوط الاسواق كان مؤشر الداو جونز هو الخاسر الاكبر في تلك المرحلة، وهبط المؤشر أسرع و أقوى من مؤشر الناسداك وذلك لان أسهم التكنولوجيا كان لها النصيب الاكبر في الصعود بسبب بعض الاسهم كسهم نيتفليكس وغيره والذين شهدوا صعود جيد خلال تلك المرحلة.
وعند النظر على المؤشرات تجد ان تعافي مؤشر الناسداك كان أسرع من مؤشر الداو جونز وتحركات الاخير صعوديا كانت أقل من حيث الزخم، وهذا هو السبب الاهم فيما يحدث الان في الاسواق، فبعد اعتدال الاسواق ورجوعها الى الاستقرار بدأ المستثمرين يعودون مرة اخرى الى الاسهم المدرجة داخل مؤشر الداو جونز والتي بالطبع كانت أسعارها جيدة بسبب الهبوط القوي الذي حدث عليها
أما أسهم ناسداك فكانت عند مستويات مرتفعة جداً بعد الصعود القوي الذي حدث عليها خلال العام الماضي، ولذلك كانت تحركات الداو افضل من تحركات مؤشر التكنولوجيا في الوقت الحالي، وستظل في المرحلة القادمة أيضاً تحركات الداو جونز أفضل الى أن تعود مرة اخرى اسهم التكنولوجيا الى مستويات تُغري المستثمرين الى الشراء مرة اخرى.
ولكن بشكل عام لا ننسى ان أسهم التكنولوجيا من الناحية المالية قوية جداً وهو ما يعني ان ما حدث ليس انعكاس وانما هو فقط حركة تصحيحية طويلة المدى وكانت متوقعة، فالاسهم قوية جداً ومازالت اتجهاتها صاعدة وستكمل عملية الصعود في المستقبل القريب، ولكن ما يحدث الان هو انتقال رؤوس الاموال من الاسهم ذات القيم السوقية المرتفعة جداً الى أسهم اخرى لديها امكانية أفضل في تحقيق أرباح جيدة ومستويات سعرية أعلى من أسهم التكنولوجيا في الوقت الحالي.