سبب خرافة أن البورصة تتسبب في خسائر فادحة .. روبيرت كيوساكي

روبيرت كيوساكي يعتبر بمثابة مصدر إلهام بالنسبة لكثير من الناس، ومن المعروف عنه أنه أحد أنجح رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية. تحدث روبيرت في كتابه الشهير “الأب الغني والأب الفقير” عن فكرة الغنى والفقر وكيفية تأثير كلاً منهما على عقل الإنسان وتفكيره، وتحدث أيضاً عن استثماراته منذ البداية والتي كانت تتضمن الاستثمار في البورصة. على الرغم من أنه يحب جداً الاستثمار العقاري إلا أنه استثمر جزءً كبيرًا من وقته ومن أمواله في البورصة الأمريكية، والتي حقق فيها نتائج جيدة جدًا على مدار سنوات.

وكان أكثر ما لفت انتباهي أثناء حديثه في لقاء له على مواقع التواصل الاجتماعي هو وصفه مجموعة من الناس بأنهم الخارجون على البزنس. وكان يقصد بهذا الوصف هؤولاء الذين ينظرون إلى الأموال من الخارج فقط. وأكمل حديثه بأنه كان يحاول دائماً أن يكون داخل اللعبة وليس خارجها، فعندما كان ينظر إلى بورصة نيويورك مثلاً ويرى الازدحام الكبير والصوت العالي وأوامر البيع والشراء تُنفذ بشكل سريع ومستمر، لفت انتباهه هذه الطائفة من الناس الذين يسيرون وراء المنادي، فعندما يوصي بأنهم من المفترض أن يشتروا الأسهم تجد الكثير منهم يصرخ، نعم! نريد أن نشتري الأسهم، وعندما يوصى بشراء السندات يفعلون.

وكان رأي كيوساكي أن هؤولاء هم الخاسرون في النهاية، فمن يريدون تحقيق الأرباح دون أي جهد أو تعب هم فقط من يسيرون خلف قائد يأخذهم في النهاية إلى خسارة أموالهم. كان كيوساكي يريد أن يفهم ماذا يحدث بالداخل، ماذا يفعلون هؤولاء المضاربين والمستثمرين في البنوك الكبيرة مثل جولد مان ساكس وغيرها من المنشئات الاستثمارية الضخمة. وبالفعل استطاع كيوساكي أن يفهم طبيعة العمل داخل هذا المكان، واستطاع أن يتغلب على كل التحديات النفسية والمعلوماتية بأن يصبح أحد المستثمرين الناجحين في البورصة الأمريكية. وقد تحدث في كتابه عن مرات كثيرة كانوا يشترون فيها أسهم هو وزوجته ليروها بعد أسابيع قليلة تربح ضعف أو ربما ضعفي المبلغ المُستثمر.

وهذه الوصية هي التي يفتقدها كثير من المستثمرين في الوقت الحالي، فعلى الرغم من توافر المصادر العلمية وسهولة الوصول إلى المعلومة في عصر الإنترنت، إلا أن الجهد المبذول للتعلم بكل تأكيد أقل عند مقارنة الحاضر بظروفه والماضي بظروفه أيضاً.

نعم هناك من لا يستطيع فهم ألية العمل في البورصة، وهناك من يجدها صعبة الفهم. على أي حال إن الاستثمار في البورصة بكل تأكيد أيضاً صعب، وليس أمر يسير لكل المستثمرين، ولكن يجب أن تضمن الحد الأدنى من المعلومات قبل الاعتماد على مصدر خارجي للحصول على توصيات بالشراء أو البيع، ويجب أن تعرف على الأقل متى تقبل أو ترفض فرص البيع والشراء، ويجب أن تعرف كيف تقيم الشخص المسئول عن إدارة حساباتك أو أموالك في البورصة حتى تكون على قدر جيد ومناسب للنجاح في الاستثمار في البورصة.

ترك الأمر بالكلية لشخص واحد هو أمر خاطئ. الأمر ليس له علاقة بنوع البزنس، ولكنه متعلق بسياسة إدارة الأموال الخاصة بك، أيًا ما كان نوع البزنس، فمن الخطأ أن تعطي شخص أموالك يديرها بدلاً منك، وأنت لا تعرف ماذا يفعل بها في الأساس. لهذا في رأي كيوساكي، وأنا أتفق معه بالطبع، بأن هذا سبب قوي وجوهري لخسارة الأموال في البورصة في حالة الاعتماد على أراء أشخاص أخرى، بدلاً من الاعتماد على قرائتك وأفكارك ومعلوماتك في الاستثمار.

يجب أن تعلم ماهية اللعبة وكيف تدار، وما هي الأسهم التي من الأفضل أن تستثمر بها، وما هو الوقت المتوقع أن تخرج من تلك الاستثمارات، وإلا فلا تلوم البورصة، ولكن لوم نفسك بأنك قد تركت الأمر للصدفة أو لأحد الأشخاص الذي من الممكن ألا يكون على قدر المسئولية، أو لا يتمتع بالقدر اللازم من المعلومات لتحقيق أهدافك الربحية.

Related posts

تاريخ التحركات الكبرى للبيتكوين وأهم الأسباب

تأثير ترامب على أسواق الأسهم: نظرة على الماضي وتوقعات المستقبل

دليل شامل عن رؤساء أمريكا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري