الحالة العامة للاقتصاد العالمي
في المراحل الأخيرة كانت تحركات الين الياباني أمام الدولار الأمريكي بها شيء من القوة، و كان متوقعًا كما نشرنا في التقارير السابقة أن الين الياباني على المستوى الفني والاقتصادي من المحتمل أن يشهد صعودًا قويًا أمام الدولار الأمريكي، و كان السبب هو السياسات الأمريكية التي رفعت التعريفة الجمركية على الواردات الصينية والأوروبية وكذلك اليابانية. كما كان البنك المركزي الياباني يدعم فكرة الين القوي حتى يستطيع تحمل مخاطر التباطؤ الاقتصادي المتوقع في العام الجديد.
كذلك كان البنك المركزي الأوروبي يدعم فكرة الصعود أمام الدولار الأمريكي، وكانت تلك السياسات بمثابة سياسات احتياطية أمام التباطؤ الاتصادي الذي سيؤثر على العالم التجاري في الأوقات الحالية.
الين الياباني
انفجرت أسعار الين الياباني أمام باقي العملات أمس في حركة قوية وعنيفة، وكان السبب هو احتمالية أن تشهد الصين مرحلة تباطؤ في معدلات النمو والتي نتجت بالفعل من تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تشكل واردتها نصف صادرات الصين. إلى جانب أن شركة أبل والتي تعتبر من أهم استثمارات الصين قد صرحت بأن من المحتمل أن تكون مبيعات الأيفون في الصين دون التوقعات، وهو ما أثر بقوة على نفسية المضاربين حيث يرون الآن بالفعل تباطؤ في معدلات نمو الشركات داخل حدود الصين. والسبب كان في رأيهم أن الدولار الأمريكي سعره مرتفع جداً إلى جانب الأحداث الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
المشكلة ليست فقط بالنسبة لشركة أبل
السوق الأوروبي أيضاً تأثر بقوة بعد هبوط أسهم الشركات التي تتعامل مع شركة أبل في صناعة الأيفون، وهو ما أدى إلى احتمالية حدوث تباطؤ أيضاً في معدلات نمو تلك الشركات في السوق الأوروبي.
المشكلة الآن ذات أبعاد كثيرة، فمن المحتمل أن تشهد الصين نوعًا من هبوط معدلات الإنفاق الاستهلاكي، وهو ما أدى إلى هبوط مبيعات الأيفون. وظهر ذلك أيضاً في هبوط معدلات مبيعات شركة تيسلاً مصنعة السيارات الكهربائية، وهو ما دفع الشركة إلى تقليل أسعار السيارات للصين بعد رفع الصين التعريفة الجمركية للمنتجات الأمريكية كردة فعل لرفع التعريفة الجمركية على واردات الصين.
ماذا دفع الين الياباني للمستويات الحالية؟
الين يعتبر من عملات الملاذ الآمن، والذي تهرب إليه رؤوس الأموال في مثل هذه الأوضاع الاقتصادية المقلقة بالنسبة للمستثمرين، مما دفع الين الياباني إلى الصعود بهذا الشكل أمام باقي العملات من الناحية الاقتصادية. أما من الناحية الفنية فلنلقي نظرة على الرسم البياني.
الرؤية الفنية:
المرحلة الأولى
كان تحرك السعر داخل المربع الأصفر، ففي تلك المرحلة كانت تحركات الين أمام الدولار الأمريكي تشير إلى احتمالية هبوط الدولار أمام الين الياباني بما أن السعر كان داخل نموذج الويدج الانعكاسي ولم يستطيع كسر مستوى المقاومة 114.523
المرحلة الثانية
كانت بدء هبوط السعر وكسر الضلع الأسفل للنموذج، ومن ثم كسر خط الاتجاه الصاعد الواضح على الرسم. ومن تلك النقطة تحولت القيادة إلى القوى البيعية، وكانت الاحتمالات قوية في صالح القوى الأخيرة. ولكن كانت تحركات السعر هادئة إلى أن دخل السعر في مرحلة الأخبار، وهي التي دفعت السعر إلى الهبوط بقوة إلى مستوى الدعم المتوقع عند سعر 104.780. ولكن في غالب الأمر كانت تلك الحركة ناتجة عن نشاطات التداول والمضاربة وليست مرتكزة على دعم اقتصادي لأن السعر بعد ذلك كما هو واضح ارتفع من المستوى المذكور بقوة، وهو ما يعني أن السعر هبط بسبب مشاركة أنظمة التداول والمضاربين في عملية الهبوط، ولكن السعر من المحتمل أن يشهد مزيدًا من الهبوط ولكن بزخم أقل.