روما برلسكوني تعود من جديد … فما الأثر على الاسواق؟

 

يقترب رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني من العودة إلى حكم رئاسة الوزراء

فقد أشارت الاستبيانات التي صدرت عن الانتخابات الإيطالية تطابقها مع التوقعات

حيث حصل الائتلاف تحت جناح حزب فورزا إيطاليا الذي يرأسه برلسكوني على أكبر عدد من الأصوات بنسبة 37% وفق تقديرات اولية

متيحةً للرجل المتفاعل جيداً مع الاتحاد الأوروبي وسياساته ليرأس الحكومة الإيطالية من جديد بما يضمن بقاء الوحدة الأوروبية كما هي دون تهديد الأحزاب الشعبوية الأخرى التي ارتفع مؤيدوها بشكل لافت

 

وكما كان متوقعاً فقد حصل حزب الخمس نجوم الرافض للوحدة الأوروبية وسياسة الانفتاح على المهاجرين على أكبر عدد من الأصوات كحزب واحد

وتشير النتائج الأولية من وزارة الداخلية الايطالية على حصوله نسبة 31%

أيضاً فإن حزب اليمين المعارض لسياسات الاتحاد الأوروبي قد حصل على 18%

أي أن 49% من المصوتين يعارضون سياسات الاتحاد الأوروبي والانفتاح على المهاجرين!

إلا أن ذلك لم يمكن أي منهم من الحصول على الأغلبية البرلمانية

بالنهاية فإن الغلبة لم تكن نصيب أحد مما يجعل البرلمان الإيطالي معلق وستكون المفاوضات بين الأحزاب مختلفة التوجهات صعبة وقد تطول

ولذا وكما كان متوقعاً ستحتاج الأحزاب إلى تكوين تحالفات أوسع لتكوين اغلبية فعالة لتمرير القوانين

الأثر على الأسواق حتى الآن يشير إلى أن مؤشر FTSE MIB  للاسهم الإيطالية متوقع أن يفتتح اليوم على تراجع 250 نقطة كما تشير العقود المستقبلية له حالياً

أما مؤشرات الأسهم الأوروبية الكبرى الأخرى فتتجه للافتتاح على ارتفاعات مما يشير إلى عدم وجود تهديد انفصالي على الاتحاد الاوروبي

حيث الأثر السلبي على الوحدة الأوروبية ضعيف فقد ذهبت اغلب الأصوات للأحزاب الداعمة للوحدة الأوروبية ولذا فلا أثر لها على اليورو الذي استقر عند حوالي الـ 1.23 دون تغير هام يذكر

 

من جهة أخرى فقد نجحت المستشارة الألمانية بتكوين تحالف بين حزبها المحافظ وحزب المانيا الاشتراكي الديموقراطي لتشكيل حكومة

ذلك يعني أن تشكيلها سيتم خلال أسابيع بعدما تعطل ذلك لمدة 5 اشهر بسبب المفاوضات

 

 

اليوم تصدر بيانات عن أداء القطاع الخدمي في منطقة اليورو كقراءات نهائية وغالبا تكون قريبة من القراءات الأولية وهي تشير إلى نمو جيد ولكنه أقل من المستويات السابقة وفي حال عدم وجود مفاجآت فقد لا تؤثر على اليورو الذي يترقب اجتماع المركزي الأوروبي يوم الخميس المقبل

 

أيضاً فإن الحرب التجارية مع أوروبا عادت للسطح من جديد حيث اعلن الاتحاد الأوروبي أنه يمكنه أن يفرض رسوم على الواردات الأمريكية في حال فرضت اميركا رسوم على الواردات الأوروبية

 

ترامب بعدما أشار إلى أنه سيعلن غدا الثلاثاء عن رسوم على واردات الصلب بنسبة 25% والالمنيوم بنسبة 10% كان بذلك قد مس الواردات من كل الدول واهمها الصين وكوريا الجنوبية والمكسيك وكندا والاتحاد الأوروبي

 

الصين ردت أنها لا تريد حرباً تجارية ولكنها ستدافع عن مصالحها أما الاتحاد الأوروبي فهدد بفرض رسوم وأما كندا والمكسيك فقد اشارتا بالانتقام

 

نعتقد أن أهم عامل قد يؤثر على الأصول الأوروبية في الفترة المقبلة هو توجه البنك المركزي الأوروبي نحو الخروج من التحفيزات النقدية

 

أي أن الأهم هو مراقبة اجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس بالرغم من التوقعات بأن يكون الجديد هو مجرد تعديل في صيغة البنك نحو عدم التعهد برفع وتيرة التحفيزات مع التمهيد بإيقافها لاحقاً مرفقة بتوقعات البنك الاقتصادية للفترة المقبلة.

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق

 

 

Related posts

تحسن النشاط الخدمي في الولايات المتحدة وتصاعد معنويات المستهلكين رغم تباين التوقعات

من سيكسبك أموال أكثر: سهم NVIDIA أم البيتكوين؟

اليورو يتراجع لأدنى مستوى في عامين ومؤشرات الأسهم الأوروبية ترتفع رغم انكماش النشاط الاقتصادي