نظرة عامة على السوق
خلال الجلسة الأوروبية يوم الاثنين، تراجع سعر الذهب نحو 3,350 دولارًا للأونصة، حيث أدى ارتفاع الدولار الأمريكي إلى انخفاض الطلب على هذه الأصول غير المُدرّة للعائد. وتبعت الفضة هذا الاتجاه، حيث انخفضت إلى 38.82 دولارًا، بانخفاض 0.05%. ولا يزال كلا المعدنين مقيدًا بقوة الدولار، لكنهما محميان بتوقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر.
رهانات خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي تدعم المعادن الثمينة
أدت تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في جاكسون هول إلى تغيير معنويات السوق، مما عزز التوقعات بشأن التيسير النقدي. وأقر باول بأن مخاطر التضخم لا تزال مرتفعة، لكنه أشار إلى أن الاحتياطي الفيدرالي “مستعد لتعديل سياسته” في حال اشتدت ضغوط سوق العمل.
وفقًا لأداة CME FedWatch، يُسعر العقود الآجلة الآن احتمالًا بنسبة 85% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، بزيادة عن 75% قبل تصريحات باول. تُقلل تخفيضات أسعار الفائدة من التكلفة النسبية لحيازة الذهب والفضة، مما يُوفر توازنًا للرياح المعاكسة الناتجة عن قوة الدولار. وصرح ماثيو سيمبسون، كبير المحللين في City Index: “اتسمت تصريحات باول بالحذر والميل إلى التيسير الكمي، مما يُبقي الباب مفتوحًا على مصراعيه أمام أي تخفيضات”.
التوترات الجيوسياسية تُعزز جاذبية الملاذ الآمن
لا تزال المخاطر الجيوسياسية دافعًا رئيسيًا. وقد أبرز تصاعد النشاط العسكري في أوروبا الشرقية هشاشة سلاسل التوريد العالمية، مع تجدد الهجمات على البنية التحتية للطاقة مما يزيد من حالة عدم اليقين. في حين لا توجد أي اختراقات دبلوماسية وشيكة، لا يزال الطلب على الذهب كملاذ آمن مدعومًا بتصاعد المخاطر الجيوسياسية.
السوق يترقب بيانات اقتصادية أمريكية رئيسية
يعتمد اتجاه المعادن الثمينة على المدى القريب على بيانات الاقتصاد الكلي الأمريكي. ومن المقرر صدور الأرقام الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني يوم الخميس، مع توقعات تشير إلى نمو سنوي بنسبة 3.0%. قد تؤدي قراءة أقوى إلى تقوية الدولار الأمريكي والضغط على الذهب، بينما قد يعزز ضعف النمو توقعات خفض أسعار الفائدة الفيدرالية.
كما تُبرز تصريحات الاحتياطي الفيدرالي المتباينة حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية. فقد شدد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبرتو موساليم، على ضرورة الحصول على بيانات إضافية قبل الالتزام بتيسير السياسة النقدية، بينما حذرت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، من أن الرسوم الجمركية قد تُبقي التضخم مرتفعًا بشكل كبير.
لا تزال توقعات الطلب متباينة
لا يزال الطلب الفعلي على الذهب في آسيا ضعيفًا بعد تقلبات الأسعار الأخيرة. ومع ذلك، استأنف تجار المجوهرات في الهند الشراء قبل موسم المهرجانات، وهو فترة تشهد تاريخيًا ارتفاعًا في مبيعات الذهب. ولا يزال الطلب على الفضة مقيدًا بضعف النشاط الصناعي، لا سيما في قطاعي الإلكترونيات والطاقة الشمسية، مما يُخفف من زخم الصعود.
توقعات قصيرة المدى
يستقر سعر الذهب قرب 3,366 دولارًا أمريكيًا، مع دعم عند 3,338 دولارًا أمريكيًا ومقاومة عند 3,375 دولارًا أمريكيًا. يتداول سعر الفضة حول 38.86 دولارًا أمريكيًا، متوقفًا عند مستوى مقاومة عند 39.15 دولارًا أمريكيًا، مع وجود دعم هبوطي عند 38.18 دولارًا أمريكيًا.
توقعات أسعار الذهب: التحليل الفني
يتداول سعر الذهب (XAU/USD) قرب 3,366 دولارًا أمريكيًا، مستقرًا بعد اختراقه لنموذج المثلث المتقلص. على الرسم البياني للأربع ساعات، اخترق السعر مستوى المقاومة عند 3,358 دولارًا أمريكيًا، ويستقر الآن عند مستوى أقل بقليل من 3,375 دولارًا أمريكيًا. وقد شكّل كلٌّ من المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يومًا (3,346 دولارًا أمريكيًا) والمتوسط المتحرك الأسي لـ 100 يومًا (3,347 دولارًا أمريكيًا) دعمًا قويًا، مما يؤكد الاتجاه الصعودي.
تدعم مؤشرات الزخم هذا التوجه. يقع مؤشر القوة النسبية عند 62، مشيرًا إلى اتجاه صعودي دون ذروة شراء، مما يُظهر مجالًا لمزيد من المكاسب. في هذه الأثناء، يتسع مؤشر MACD، مما يؤكد تحول الزخم لصالح المشترين.
تُظهر الشموع اليابانية ثقة قوية، حيث تُدافع فتائل سفلية طويلة عن الانخفاضات حول 3,338 دولارًا. إذا أغلق الذهب فوق 3,375 دولارًا، فإن أهداف الصعود تقع عند 3,402 دولارًا و3,433 دولارًا، بينما يقع الدعم عند 3,338 دولارًا و3,312 دولارًا.