شهدنا في هذا الأسبوع تقلبات حادة في أسواق المال نتيجة مجموعة من العوامل، سواء المفاجأة التي كانت بشأن مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي الذي انكمش من جهة، ومن جهة أخرى بداية نتائج الشركات الأمريكية.
الأهم من كل ذلك، أن الأسعار متضخمة جداً وتحتاج لتصحيح!
البداية بسوق الأسهم الأمريكي
مؤشر ناسداك 100
– أغلق على تراجع للأسبوع الحالي رغم المكاسب التي سجلها يوم الجمعة، إلا أنه فقد نصفها مع نهاية تداولات الجلسة.
الأداء الأسبوعي جاء بتراجع طفيف حيث أن تراجع يوم الخميس بأكثر من 2% أثر بشكل كبير على الإغلاق الأسبوعي.
لا شك أن مؤشر ناسداك 100 متضخم جداً مقارنة بنتائج الشركات المرتقب إعلانها.
الارتفاع الكبير منذ شهر أبريل حتى الشهر الحالي دون تصحيح كبير يثير المخاوف ويعزز من احتمالية حدوث تصحيح كبير في قطاع التكنولوجيا الأمريكي لأي سبب كان، ربما لمستويات تقارب 7-10% من المستويات الحالية.
– مؤشر داو جونز:
– أغلق فوق مستوى الـ 40 ألف نقطة، إلا أنه فقد ما يقارب نصف مكاسبه التي سجلها يوم الجمعة.
رغم ذلك، سجل مكاسب أسبوعية مدعومة بالقطاعات المختلفة.
تراجع قطاع التكنولوجيا أثر على المؤشر، ولكن الأداء الأسبوعي الإجمالي كان إيجابياً.
– مؤشر S&P 500:
– سجل ارتفاعات أسبوعية إلى مستويات قياسية جديدة.
عند النظر إلى حركة المؤشر منذ أبريل، نجد أن موجة الارتفاع كانت كبيرة جداً دون وجود تصحيح مناسب، مما يعني أن هناك احتمالية كبيرة لحدوث تصحيح يقارب 5% على الأقل.
هذه الإغلاقات تعتبر خطيرة نوعاً ما نظراً للتضخم في قطاع التكنولوجيا وعدم تسجيل مكاسب أسبوعية مؤثرة، مما يثير احتمالية حدوث تراجعات إضافية لمؤشرات الأسهم الأمريكية، خاصة مع استمرار تضخم الأسعار وارتفاعها لفترة طويلة وبشكل حاد.
أسعار الذهب
– أغلق الذهب عند 2416 دولار للأوقية للعقود المستقبلية، وهو قريب من الأرقام القياسية التي سجلت سابقاً.
إمكانية اختبار مستوى 2430 دولار محتملة وربما تسجيل مستوى قياسي جديد قبل حدوث عمليات بيع.
في حال استمر مؤشر الدولار الأمريكي بالتراجع لمستوى 102 دولار، فمن الممكن أن يسجل الذهب مستويات 2440-2450 دولار.
ومع ذلك، من الصعب الاستقرار عندها لفترة طويلة، لذلك فإن حدوث تصحيح في سوق الأسهم يدعم أيضاً ارتفاع سعر الذهب إلى تلك المستويات القياسية التي باتت محتملة جدا!
أسعار النفط:
– أغلق النفط الخام الأمريكي على تراجع بنسبة 1.5% بعد أربعة أسابيع متتالية من الارتفاعات.
هذا التراجع بسيط ولكنه يشير إلى إمكانية حدوث تراجعات أكبر، خاصة إذا استطاع العقد الفوري التراجع دون مستوى 79.90 دولار للبرميل، مما يستهدف مستويات 76 دولار للبرميل.
نفط برنت تراجع بنسبة أكبر 2.2% للاسبوع، مما يشير إلى إمكانية حدوث ضعف في سوق النفط في الأسابيع القادمة، وقد يكون ذلك مدعوماً بحدوث تصحيح في سوق الأسهم الأمريكي.
سوق العملات:
– كان الين الياباني نجم هذا الأسبوع، حيث سجل الدولار الأمريكي تراجعاً بحوالي 2% مقابل الين.
هذا يعطي إشارات لإمكانية التراجع لمستويات 155 ين لكل دولار أمريكي.
على الصعيد الشهري، نجد أن قمة شهر نوفمبر الماضي كانت حوالي 152 ين مما يجعل هذا المستوى فاصلاً وتاريخياً.
التراجع إلى مستوى 152 ين قد يدفعنا لدراسة حالة السوق هناك لتقييم هل سيكون هناك موجة جديدة من الارتفاع أم إمكانية الهبوط دون 150 ين لكل دولار أمريكي.
بشكل عام، يبقى الين محل تقلبات كبيرة وسيظل كذلك في الفترة القصيرة القادمة.
ختاماً، الإغلاقات الأسبوعية في الأسواق المالية هذا الأسبوع تعكس تزايد المخاوف واحتمالية حدوث تصحيحات كبيرة في العديد من الأسواق، مما يتطلب متابعة دقيقة ومرونة في التداولات.