خريطة النجاح .. التحليل الفني وكيفية تحقيق الأرباح في الفوركس.

خريطة النجاح .. التحليل الفني وكيفية تحقيق الأرباح في الفوركس.

 

عالم التحليل الفني المثير للجدل مازال يُحبط بعض المتداولين ويكافيء البعض الأخر، ولكن من يربحون في سوق الفوركس يعلمون جيداً ما هو التحليل الفني وكيف يتم استخدامه، ويعلمون أيضاً أن الأمر ليس بالسهولة التي يظنها المبتدئون في سوق الفوركس أو باقي أسواق البورصات الأخرى، وفي هذا المقال وربما في سلسلة المقالات القادمة الخاصة بخريطة النجاح سنحاول فك اللغز الذي يدور حول التحليل الفني ولماذا كثيراً من التداولين لا ينجحون في التداول على الرغم من تطبيق قواعده الموجودة في الكتب بشكل صحيح.

تعريف التحليل الفني. 

يُعرف علم التحليل الفني بانه علم قراءة الرسوم البيانية بهدف التنبأ أو التوقع بحركة العملة القادمة وذلك عن طريق دراسة النماذج السعرية ومقارنتها بحركة السعر الماضية. وعلى الرغم من أن هذا هو التعريف البسيط الموجود في الكُتب عن علم التحليل الفني الا ان في هذا التعريف الداء والدواء أيضاً. داء هذا التعريف انه أخطأ في لفظة توقع أو تنبأ الحركة القادمة، أما الدواء هو أنك اذا استطاعت أن تتعامل مع التحليل الفني بالشكل الصحيح فسيكون لديك القدرة على تحديد الحركة القادمة بالفعل.

يمكننا أن نغير قليلاً في تعريف علم التحليل الفني بأنه علم دراسة وتحليل نسب احتمالات تحرك السعر في اتجاه معين في الحركة القادمة له، سواء كانت هذه الحركة صاعدة أو هابطة أو عرضية، وسواء كانت هذه الحركة على المدى الطويل أو على المدى القصير أو المتوسط، ولاحظ أن اختلاف التعريف الأخير عن التعريف المعروف عن علم التحليل الفني يحمل الكثير من المعاني المختلفة، أهمها هي أن علم التحليل الفني لا يختص بالتنبأ، ولا بالتوقع، ولكنه علم يدرس احتمالات تحرك السعر في اتجاه معين، وبالتالي فالاحتمال لا يكون أبداً 100%، وانما دائماً هناك احتمال مختلف عن وجهة نظرك وهو ما يجب أن تنتبه له وهو أيضاً سيكون الدافع وراء إدارة مخاطرك بشكل صحيح اذا أصبح هذا التعريف معتقد لديك وبالتالي تتصرف على أساسه.

الفرق بين التوقع والاحتمال. 

الفارق بين التوقعات والاحتمالات هو فرق جوهري، فالتوقع يُعطي الانسان نوع من التأكيد، يُعطيه احساس نفسي بأن شيء ما لابد أن يحدث لانه متوقع حدوثه، وبالتالي عندما يفشل توقعه ولا يحدث المتوقع يعتقد المتداول أن السوق يعانده، أو انه انسان فاشل لأنه كان من المفترض بناء على توقعاته أن يحدث عكس ما حدث، وبالتالي يبدأ المتداول في التأثر نفسياً وهو أول طريق الفشل، التعامل مع السوق من منطلق أنه أمر شخصي يعني أنك تتداول بناءاً على المشاعر والعواطف وليس بشكل موضوعي. وهذا خطأ.

اما التعامل مع السوق والتداول من منطلق الاحتمالات فهذا يقلل كثيراً من الضغوط النفسية، ذلك لأن لكل احتمال هناك احتمال معاكس له، وكما ذكرت لك لا يوجد في هذا السوق احتمال أكيد أو أن سعر عملة ما سيتحرك في اتجاه معين بنسبة 100%، فهذا غير موجود على الاطلاق، وبالتالي يجب دائماً أن تُفكر انه مهما كانت دقة توقعاتك فهي مجرد احتمال من الممكن أن يحدث ومن الممكن ألا يحدث وبالتالي تتحقق المخاطرة، واذا أمنت فعلا بهذا ستتمكن من السيطرة على نفسك أثناء التداول وبالتالي تُدير مخاطرك بشكل أفضل.

الاتجاهات ونسب الاحتمالات والتغيير المستمر لها. 

نسب الاحتمالات تتغير بصورة مستمرة مع كل تحرك للسعر أمامك على الشاشة، فهي تزداد في أوقات الصعود وتزداد في أوقات الهبوط بالنسبة للبائعين، وتتقارب من نسبة ال 50 50 % في أوقات تحرك السوق بشكل عرضي، علم التحليل الفني مُختص بدراسة سلوك السعر والذي يُحركه سلوك المتداولين والمستثمرين في الأسواق، وبالتالي من هذا المفهوم نستخلص أن تحرك السعر بشكل صاعد فهذا يعني أن المستثمرين والمتداولين يشترون العملة، والعكس في الاتجاه الهابط، اما بالنسبة للإتجاه العرضي فهذا يعني أن السعر في منطقة توافق بين العرض والطلب، والأصل في أي عملة أو سلعة أنها تبحث دائماً عن منطقة توافق العرض والطلب، فهذا مبدأ اقتصادي قديم، العرض والطلب عندما يصلوا الى منطقة توافق يحدث ما يُسمى ال Equilibrium وهذا يعني أن السعر الأن تتوافق عليه قوى العرض وقوى الطلب، ولأن هذا هو الأصل في الأشياء فهذا يعني أيضاً أن الاتجاهات الصاعدة أو الهابطة في بعض الأسواق منها سوق الفوركس لا يدخل في اتجاهات واضحة بصورة مستمرة، وانما تُحرك السعر قوى السوق للبحث عن منطقة توافق، وهذا يعني استمرار صعود وهبوط السعر الى أن يصل الى هذه المرحلة، وهذا يُفسر أيضاً لماذا معظم أوقات السوق تكون حركات عرضية، لأن السعر يبحث عنها.

الاتجاهات الواضحة على الاطارات الزمنية الصغيرة ما هي الى مجرد شمعة أو اثنان أو عدد بسيط من الشموع على اطار زمني أكبر، ولذلك لا تنخدع فيها، وعلى الرغم من أن التداول يتم عليها الا انها تجعل من التداول شيء صعب على المتداول المبتديء، ولذلك يجب أن تركز قدر المستطاع على اطار زمني يتوافق مع كيفية قرائتك للرسم البياني وسُرعة عملية اتخاذ القرار أثناء التداول لتتمكن من تحقيق الأرباح بشكل مستمر، ولأن في هذا كلام كثير يجب تفنيده سنحاول شرح كل تفاصيل هذا في هذه السلسلة من المقالات، فتابعها وستجد الاجابة على كل ما تُريد معرفته.

Related posts

الأسواق الآسيوية ترتفع بدعم من وول ستريت، والأسواق الأوروبية تتراجع بفعل المخاوف الجيوسياسية

نظرية موجات إليوت

تقرير السوق الاسيوي والاوروبي والأمريكي قبل الافتتاح- تحركات لتيسلا وانفيديا وبيانات تجارية وتضخم اوروبية هامة