صرح راي داليو، أحد أنجح مستثمري البورصة الأمريكية، لسي إن بي سي، أنه يرى أن الاقتصاد الأمريكي من المحتمل أن يشهد انكماشًا في المرحلة القادمة، وقد كتب داليو كتابًا مهمًا عن الاقتصاد الأمريكي، وكيف يدار الاقتصاد بشكل عام من منظور ما يسميه بعملية الـ Transaction، وكان اسم الكتاب How the economic machine works
تعتبر آراء داليو بالنسبة للأسواق ذات أهمية كبيرة، حيث يعول عليها كثيرًا من المستثمرين. وتُشير روؤية داليو في الوقت الحالي إلى احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي في مرحلة الانكماش نظراً إلى أنه غير راضي عن أداء أو قرارات البنك الفيدرالي من حيث عملية رفع معدلات الفائدة. كما يتوقع داليو أن الفيدرالي لن يستمر في اتجاهه برفع معدلات الفائدة البنكية بنفس الوتيرة السابقة في 2018، حيث هذا من الممكن أن يزيد الأمر سوءًا.
أما عن الاقتصادات الأخرى فيعتقد داليو أن الاقتصاد العالمي بشكل عام قد دخل في مرحلة التباطؤ، وليس الاقتصاد الأمريكي فقط، فهناك أيضاً الاقتصاد الأوروبي والياباني والصيني. ويرى أن المرحلة الأمريكية حالياً هي نهاية دورة الديون قصيرة الأجل، وهو ما شرحه في كتابه بأن الدورة قصيرة الأجل هي التي تحدث بشكل مستمر بين 5 إلى 7 سنوات تقريباً، وهي تبدأ عند مرحلة تسهيل البنك المركزي للحصول على الديون بفائدة قليلة، ومن ثم تبدأ الديون بالوصول إلى مراحل القمة عندما يكون استمرار تسهيل الحصول عليها من الممكن أن يؤدي إلى احتمالات عدم سدادها بسبب ارتفاع أعباء تلك الديون، وهي المرحلة التي يبدأ في تقليل حجم الديون بالنسبة لمستوى الدخل. وفي هذه المرحلة تبدأ البنوك في رفع الفائدة البنكية، ومن ثم يحدث الانكماش. ولكن التعامل مع هذه المرحلة كما قال داليو يجب أن يكون بحكمة حتى يحدث التوازن المطلوب بين عمليات تسديد الديون وبين عمليات الإنفاق الاستهلاكي حتى لا يتأثر الاقتصاد.
هو يرى أن الاقتصاد الأمريكي في هذه المرحلة المذكورة الآن، وهو ما يعني أن البنك الفيدرالي من الممكن أن يدخل في مرحلة التيسير الكمي بشراء الأصول حتى يرفع الحالة الائتمانية للقطاع المصرفي، ومن ثم الحفاظ على معدلات الإقراض بشكل طبيعي حتى تسير حركة الأموال داخل الاقتصاد بشكل طبيعي أيضًا عن طريق عمليات الإنفاق.