تراجعت عوائد السندات سريعا منذ اكتوبر أي خلال أقل من شهرين
مما يشير إلى توقعات المستثمرين بحدوث انخفاض في معدلات الفائدة في المستقبل.
هذا التراجع قد يعكس عدة عوامل، منها توقعات بأن البنك الفيدرالي قد يُعدل سياسته النقدية.
مع ذلك، يبقى البنك الفيدرالي محافظاً على موقفه دون إشارة واضحة إلى خفض معدلات الفائدة، مما يُعد تصرفاً حذراً يهدف إلى مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية قبل اتخاذ قرارات جذرية قد تؤثر على الاقتصاد.
رغم ذلك، تظهر ديناميكيات السوق تحركاً استباقياً للمستثمرين الذين يحاولون التنبؤ بتغيرات السياسة النقدية وتقلبات السوق.
من المهم أن نشير إلى أن سوق السندات يُعتبر مؤشراً قوياً على توقعات الاقتصاد المستقبلية، وعادة ما يكون لديه القدرة على التنبؤ بالتغيرات الاقتصادية قبل أن تصبح واضحة في البيانات الاقتصادية.
لذا، يُعتبر تدهور عوائد السندات علامة تستحق الانتباه من قبل صناع السياسة والمستثمرين على حد سواء.
عند تحليل العلاقة بين عوائد السندات الحكومية لأجل عشر سنوات ومؤشر الدولار الأمريكي (DXY) في الفترة من 1 أكتوبر 2023 إلى 1 ديسمبر 2023، وفق الرسم التالي نلاحظ أن هناك ارتباطًا إيجابيًا قويًا بين الاثنين، مع معامل ارتباط يبلغ حوالي 0.838 للفترة المذكورة.
هذا يعني أنه عندما تنخفض عوائد السندات، يميل مؤشر الدولار للانخفاض أيضًا.
ومع توقعات استمرار تدهور عوائد الخزانة الأمريكية فإن مؤشر الدولار الأمريكي يتوقع له أن يتأثر بهذه العلاقة ويمكن له أن يستمر بالتراجع خلال الفترة المقبلة بناء على هذه الأرقام والتوقعات في السوق.
مما يتوقع معه بأن يسمح لمجموعة من العملات من تحقيق مكاسب أمام الدولار.