في الأونة الأخيرة شهدت الساحة العالمية شد وجذب بين السياسين الأوروبيين حول ما سمي بالبريكسيت، وهو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقد رفض البرلمان الأوروبي أول أمس خطة الحكومة البريطانية للخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو ما سماه كثير من المحللين السياسيين صفعة كبيرة للحكومة البريطانية بقيادة تريزا ماي. دعونا ننظر في الأحداث المذكورة ونحاول فهم ما يحدث ببساطة وتأثيره على الاقتصاد الأوروبي.
الدوافع البريطانية للخروج
من وجهة نظر الحكومة البريطانية فالخروج من الاتحاد الأوروبي أفضل كثيراً من البقاء داخل الاتحاد نظراً للتدخل القوي في المملكة المتحدة من قبل صناع القرار في الاتحاد الأوروبي، وهو ما تراه الحكومة البريطانية بمثابة قيود على المملكة المتحدة. ولكننا نريد معرفة الأسباب المنطقية من حيث الاستفادة الاقتصادية لبريطانيا.
بكل تأكيد كانت رؤية الحكومة البريطانية أن الاقتصاد البريطاني سيكون أقوى كثيرًا عندما يتم الخروج من الاتحاد الأوروبي، وذلك منطقي إلى حد ما، إذ أن بريطانيا هي ثاني أقوى اقتصاد داخل الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا، ولكن المشكلة التي رفض بسببها البرلمان البريطاني خطة الخروج كانت احتمالية تفكك الاتحاد بعد ذلك، فمن الممكن أيضاً ألا تستطيع ألمانيا وفرنسا حمل النهوض بالاتحاد الأوروبي اقتصادياً، وهو ما يمكن أن يفكك الاتحاد عند السماح لمن يريد الخروج منه بالخروج بشكل بسيط.
تفكك الاتحاد الأوروبي من الممكن أن ينتج عنه مشاكل اقتصادية على الساحة العالمية بكل تأكيد، وهو أمر غير مرغوب فيه من الدول الرائدة في التجارة الدولية.
تأثير الاتجاه إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي على الجنيه الإسترليني
من البداية كان لطرح مسألة الخروج من الاتحاد الاوروبي سلبية على أداء العملة البريطانية أمام الدولار الأمريكي، حيث فقد البريطاني ما يقارب الـ 10% من قيمته أمام الدولار الأمريكي، وهو ما يؤكد أن نظرة المستثمرين للخروج من الاتحاد البريطاني سلبية بالنسبة للاقتصاد. واستمر ضعف البريطاني أمام الدولار الامريكي إلى أن وصل لسعر 1.23935، ولكن البريطاني مر بثلاثة مراحل هامة:
المرحلة الأولى
كانت مرحلة الهبوط القوي في 2016 حيث وصل سعر الباوند أمام الدولار إلى مستوى 1.14750 ومن بعدها بدأ السعر في المرحلة الثانية في شكل قناة سعرية صاعدة.
المرحلة الثانية
كان اتجاه الأسعار إلى الصعود بعد الهبوط القوي الذي حدث في 2016 ولكن كانت القناة السعرية أقل زخمًا من مرحلة الهبوط القوي الذي حدث على السعر. واستمرت القناة إلى مستوى 1.43482 بعد فشل السعر في إعادة اختبار قمة عام 2016 والتي بدأ عندها مرحلة الهبوط، وهو ما أدى إلى انعكاس الاتجاه الصاعد مرة أخرى والذي تأكد انعكاسة عند المنطقة X (منطقة الكسر).
المرحلة الثالثة
كانت مرحلة إعادة اختبار منطقة بدء القناة السعرية الصاعدة (عند الخط A)، وكون السعر قناة أخرى هابطة، ولكنها تميل إلى نموذج الويدج الانعكاسي، وهو ما يشير إلى احتمالية استعادة الباوند إلى قوته مرة أخرى عن المستويات الحالية نظراً إلى الضغوط الشرائية عند هذا المستوى، والتي ظهرت في الأونة الأخيرة على حركة السعر.