اليوم، وبعد إغلاق السوق الأمريكي، ستصدر شركة إنفيديا نتائجها المالية المنتظرة، وهي الشركة التي أصبحت خلال الفترة الأخيرة الأكبر في السوق الأمريكي من حيث القيمة السوقية، مما يجعل نتائجها مقياسًا مهمًا لمدى استمرار زخم الطلب العالمي على الشرائح الإلكترونية.
كان الرئيس التنفيذي للشركة قد أشار الأسبوع الماضي إلى أن إنفيديا تمتلك طلبات مسبقة على شرائحها تمتد لعامين قادمين، وبقيمة تقترب من نصف تريليون دولار، في إشارة واضحة إلى التفاؤل بمسار التحول العالمي نحو برمجة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التي تغيّر حياة البشر خلال هذا العقد.
لكن أهمية هذه البيانات لا تكمن فقط في حجم الطلب على الشرائح، بل في وجود القدرة الشرائية لدى الشركات والمؤسسات لتمويل هذا الطلب، وهو ما يعكس بصورة مباشرة الحالة الحقيقية للاقتصاد: هل هو قوي بما يكفي لدعم هذا الإنفاق، أم أن الضغوط الاقتصادية ستحد من استمرارية هذا الزخم؟
فالاقتصاد لا يُقاس فقط بالرغبة في الشراء، بل بالقدرة الفعلية على دفع التكاليف. وهنا يظهر البعد الأعمق في قراءة نتائج إنفيديا، إذ ستؤثر هذه النتائج على تقييمات الشركات الأخرى في قطاعات متعددة، رغم التفوق النسبي الذي حققه قطاع التكنولوجيا خلال الفترة الماضية.
ولكن يجب الإشارة إلى أن هذا التفوق لا ينطبق على جميع شركات التكنولوجيا، فبعضها لا يزال يعاني ضعفًا واضحًا، بينما يظهر البعض الآخر قوة استثنائية في الأداء.
نتائج إنفيديا المنتظرة دفعت الأسواق خلال اليومين الماضيين إلى عمليات جني أرباح ملحوظة، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا، حيث فضّل البعض تقليل تعرضهم لهذا القطاع تحوّطًا قبل صدور الأرقام.
وسيُقرر المستثمرون بعد الإعلان ما إذا كانت هذه النتائج ستدفعهم إلى زيادة استثماراتهم في القطاع من جديد، أم إلى التحول نحو قطاعات دفاعية أكثر استقرارًا في بيئة تتسم بتقلبات مرتفعة.
لهذا نترقب اليوم، بعد إغلاق السوق الأمريكي، نتائج إنفيديا التي ستساهم بشكل كبير في رسم مسار الأسواق خلال الفترة المقبلة، وتوضيح ما إذا كان زخم قطاع التكنولوجيا سيستمر، أم أن المستثمرين سيبحثون عن وجهات استثمارية بديلة أكثر أمانًا.
التوقعات في السوق بشأن ربحية السهم بأن تسجل 1.18 دولار وأقصى توقع بأن تسجل ربحية 1.24$ وأقل توقع 1.07$.