تقلبات أسواق المال في أغسطس تحدد الزخم في سبتمبر

مع بداية الأسبوع الحالي، ستصدر بيانات القطاع الصناعي وخلال الأسبوع أيضاً بيانات القطاع الخدمي من كبرى الاقتصادات العالمية، وهذه البيانات مرتبطة بشهر أغسطس الماضي.

 

بشكل عام، يبدو أن هناك استمرارية لنفس الاتجاه المتمثل في استمرار انكماش القطاع الصناعي مقابل نمو القطاع الخدمي القوي، الذي ما يزال يدعم بشكل متفاوت هذه الاقتصادات.

 

من جهة أخرى، ينصب التركيز خلال الأسبوع الحالي، وبشكل خاص يوم الجمعة، على بيانات سوق العمل الأمريكية الهامة قبل اجتماع الفدرالي المقرر الإعلان عن نتائجه في الثامن عشر من سبتمبر الحالي.

 

تعتبر بيانات سوق العمل يوم الجمعة عند الساعة الثالثة والنصف ظهراً حاسمة لتوقع ما إذا كان خفض معدل الفائدة سيكون بمقدار ربع نقطة مئوية أو نصف نقطة مئوية.

 

إذا كان هناك ضعف كبير في سوق العمل، قد يكون هناك خفض بمقدار نصف نقطة مئوية، ولكن هذا القرار قد يخيف الأسواق.

 

أما إذا كان هناك استقرار في معدلات البطالة مع تغير طفيف، فقد يقتصر خفض الفائدة على ربع نقطة مئوية فقط.

 

  • أداء الأسواق في شهر أغسطس:

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تقلبات كبيرة خلال شهر أغسطس.

 

يُظهر الرسم التالي أداء المؤشرات الرئيسية الثلاثة للأسهم الأمريكية وكيف تراجعت بشكل حاد في بداية أغسطس، ثم عادت للارتفاع لتنهي الشهر على مكاسب جيدة.

 

 

كانت أكبر الارتفاعات في مؤشر داو جونز ومؤشر S&P 500، بينما شهد مؤشر ناسداك 100 نوعًا من الضعف في نهاية تداولات هذا الشهر.

 

يعود السبب في ذلك إلى تحول المستثمرين من أسهم شركات التكنولوجيا إلى شركات أخرى، بما في ذلك بعض الشركات الدفاعية والصناعية في داو جونز التي تستفيد من خفض معدلات الفائدة، خاصة تلك التي تتطلب تمويلًا كبيرًا بتكلفة تمويل أقل.

 

يشير هذا الأداء والتعافي إلى إمكانية تسجيل مستويات قياسية جديدة، خاصة إذا جاءت بيانات سوق العمل الأمريكي جيدة وتم خفض معدل الفائدة بربع نقطة مئوية في منتصف الشهر الحالي، مما يعتبر إشارة إيجابية وفق الإغلاقات الشهرية لمؤشرات الأسهم الأمريكية.

 

  • أداء الأسواق الأوروبية:

شهدت مؤشرات الأسهم الأوروبية تباينًا واضحًا، حيث سجل مؤشر داكس الألماني مستويات قياسية وارتفاعات جيدة، في حين لم يتمكن مؤشر كاك الفرنسي من مواكبة هذا الأداء.

 

أما مؤشر فوتسي البريطاني فقد شهد أداءً قويا كما يظهر في الرسم التالي.

 

 

يعتبر الأداء الانتقائي للأسهم الأوروبية مهمًا للغاية، حيث كان الاقتصاد الألماني في وضع جيد، في حين كانت بعض الاقتصادات الأخرى في أوروبا، وخاصة فرنسا، تعاني من ضعف نسبي.

 

  • الملاذات الآمنة وأداء الدولار:

تزامنًا مع ارتفاع مؤشرات الأسهم، تراجع الطلب على الملاذات الآمنة في نهاية أغسطس.

 

إذا استمر هذا الاتجاه، يبدو أن العملات المقابلة للين معرضة للارتفاع، بينما قد يتراجع الذهب إلى مستويات دعم قرب 2440 دولارًا تقريبًا، مع احتمال تراجع الفرنك السويسري وارتفاع العملات مقابله أيضًا.

 

كما قد يدعم ارتفاع الدولار بشكل طفيف حدوث نوع من التصحيح، حيث شهد مؤشر الدولار الأمريكي تراجعات بأكثر من 2% خلال أغسطس، قلصها إلى حوالي 1.4% نتيجة لتوقع توازن محتمل في تغييرات معدل الفائدة بين البنوك المركزية الكبرى.

 

 

توقعات سبتمبر:
بشكل عام، هناك نوع من التفاؤل في الأسواق حتى الآن بأن النمو الاقتصادي مقبول، وأن خفض معدلات الفائدة قادم، مما يزيد من الإقبال على المخاطرة والتخلي نسبيًا عن الملاذات الآمنة.

 

قد يستمر هذا الاتجاه خلال شهر سبتمبر وفقًا للأداء الحالي والبيانات المتوفرة حتى الآن.

 

Related posts

تحسن النشاط الخدمي في الولايات المتحدة وتصاعد معنويات المستهلكين رغم تباين التوقعات

من سيكسبك أموال أكثر: سهم NVIDIA أم البيتكوين؟

اليورو يتراجع لأدنى مستوى في عامين ومؤشرات الأسهم الأوروبية ترتفع رغم انكماش النشاط الاقتصادي