في تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي صدر مؤخرا، ظهرت عدة عوامل تُعد سلبية بالنسبة لحالة سوق النفط العالمي، والتي تتضمن خفض توقعات الطلب على النفط وزيادة في مستويات الإنتاج المتوقعة من الدول غير الأعضاء في أوبك.
هذه العوامل تأتي في ظل استمرار تثبيت أوبك بلس لخفضها الطوعي في الإنتاج، مما يُعقّد الوضع في السوق العالمية.
تراجع في أسعار النفط قد يستمر في حال لم يشهد الاقتصاد العالمي انتعاشًا يعوض هذه التحديات.
الغموض يحيط بمستقبل أسعار النفط، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتأثير هذه العوامل على استقرار السوق على المدى الطويل.
النقاط البارزة في تقرير وكالة الطاقة الدولية لشهر مايو 2024:
– من المتوقع أن يزيد الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا في عام 2024، وهو أقل بمقدار 140 ألف برميل يوميًا عما كان متوقعًا في تقرير الشهر الماضي. وذلك بسبب ضعف التسليمات، خاصة في أوروبا، الأمر الذي أدى إلى تحول الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى انكماش في الربع الأول. توقعات العام 2025 بقيت دون تغيير كبير، حيث يُتوقع أن يتجاوز معدل النمو في عام 2025 نمو عام 2024 بشكل طفيف، بمعدل 1.2 مليون برميل يوميًا.
– من المتوقع أن يزيد الإنتاج العالمي للنفط بمقدار 580 ألف برميل يوميًا هذا العام ليصل إلى رقم قياسي يبلغ 102.7 مليون برميل يوميًا، حيث من المتوقع أن يزيد الإنتاج خارج أوبك بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا بينما من المتوقع أن ينخفض إنتاج أوبك بمقدار 840 ألف برميل يوميًا، بشرط استمرار التخفيضات الطوعية.
– هوامش تكرير النفط العالمية تراجعت في جميع المناطق في أبريل، مع توقعات بنمو الطلب أقل من المتوقع، مما أدى إلى انخفاض في شقوق المقطرات الوسطى ومستويات الإنتاج. من المتوقع أن يتسارع النمو السنوي في نشاط التكرير من ما يقرب من الصفر في الربع الأول من عام 2024 إلى 500 ألف برميل يوميًا في الربع الثاني من عام 2024 و1.8 مليون برميل يوميًا في عام 2024.
– ارتفعت المخزونات النفطية العالمية بمقدار 34.6 مليون برميل في مارس، حيث شهد النفط على الماء ارتفاعًا جديدًا بعد الجائحة. وفي الوقت نفسه، انخفضت المخزونات البرية بمقدار 5.1 مليون برميل لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2016 على الأقل، بينما انخفضت المخزونات الصناعية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 8.8 مليون برميل إلى أدنى مستوياتها في 20 عامًا، بينما تم بناء المخزونات غير الأوبك لأول مرة منذ نوفمبر. وفقًا للبيانات الأولية، انخفضت المخزونات العالمية للنفط بشكل إضافي، مشيرة إلى استمرارية التوجه العام للسوق.
التأثيرات المختلفة المذكورة في تقرير وكالة الطاقة الدولية لشهر مايو 2024 يمكن أن تكون لها آثار متباينة على أسعار النفط، سواء إيجابية أو سلبية، وفقًا للعوامل التالية:
1. الطلب العالمي على النفط: رغم أن الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي على النفط بمعدل 1.1 مليون برميل يوميًا في عام 2024 عادة ما تكون عاملًا إيجابيًا يدفع الأسعار للارتفاع. ومع ذلك، فإن الانخفاض في التقديرات مقارنة بالتقارير السابقة يمكن أن يشير إلى ضعف الطلب المستقبلي، مما قد يكون له تأثير سلبي على الأسعار.
2. الإنتاج العالمي للنفط: الزيادة في الإنتاج العالمي للنفط، وخاصة من قبل الدول غير الأعضاء في أوبك، قد تؤدي إلى زيادة العرض في السوق، مما يمكن أن يضغط على الأسعار ويؤدي إلى انخفاضها خاصة أن نمو المعروض متوقع أن يكون 1.4 مليون برميل يوميا مما يفوق الطلب.
3. هوامش التكرير: تراجع هوامش التكرير يعكس ضعفًا في الطلب على المنتجات المكررة، مثل الديزل والبنزين، وهذا يمكن أن يكون له تأثير سلبي على أسعار النفط الخام.
4. المخزونات العالمية للنفط: الارتفاع في المخزونات العالمية يمكن أن يؤدي إلى انطباع بأن العرض يفوق الطلب، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار. من ناحية أخرى، فإن الوضع السابق بانخفاض المخزونات إلى مستويات منخفضة قد يؤدي إلى زيادة الأسعار بسبب المخاوف من نقص العرض.
تشير البيانات الأسبوعية لمخزونات النفط الأمريكية، إلى وجود فائض في العرض بشكل متكرر.
على الرغم من أن الزيادة في مخزونات النفط الأمريكية قد توفر مؤشراً على الاستقرار في الإمدادات، إلا أنها تعتبر عاملاً سلبيًا بالنسبة لأسعار النفط.
هذا الوضع يمكن أن يكون مقلقًا للمنتجين الذين قد يجدون أنفسهم مضطرين لخفض الإنتاج أو خفض الأسعار لتحفيز الطلب، وهو ما يؤثر سلباً على ربحية القطاع بأكمله.
تعد الزيادات المتكررة في مخزون النفط مؤشرًا لتحديات السوق التي قد تستمر في التأثير على أسعار النفط العالمية.