أعلن بنك جي بي مورغان تشيس عن نتائجه المالية للربع الثالث من عام 2024، حيث تجاوزت النتائج التوقعات فيما يتعلق بالأرباح والإيرادات، مدفوعة بارتفاع غير متوقع في الدخل من الفوائد. ورغم الأداء القوي في الإيرادات، شهد البنك تراجعًا طفيفًا في صافي الأرباح مقارنة بالعام الماضي.
أبرز النتائج المالية:
نمو الإيرادات: زادت إيرادات البنك بنسبة 6% لتصل إلى 43.32 مليار دولار، متجاوزة التوقعات التي بلغت 41.63 مليار دولار. ويعود هذا النمو بشكل رئيسي إلى ارتفاع صافي الدخل من الفوائد بنسبة 3% ليصل إلى 23.5 مليار دولار، متفوقًا على التوقعات البالغة 22.73 مليار دولار. ويرجع هذا النمو إلى المكاسب التي حققها البنك من استثماراته في الأوراق المالية ونمو القروض في قطاع بطاقات الائتمان.
انخفاض الأرباح: تراجع صافي الأرباح بنسبة 2% ليصل إلى 12.9 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، نتيجة ارتفاع التكاليف التشغيلية والتحديات التنظيمية الجديدة التي يواجهها البنك.
ربحية السهم: بلغت ربحية السهم 4.37 دولار، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى 4.01 دولار للسهم الواحد، مما يعكس الإدارة الفعالة للتكاليف ونمو الإيرادات.
أداء القطاعات:
الخدمات المصرفية الاستثمارية: حققت إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية زيادة بنسبة 31% لتصل إلى 2.27 مليار دولار، متفوقةً على التوقعات التي بلغت 2.02 مليار دولار. ويعود هذا الأداء إلى النشاط المتزايد في عمليات الاندماج والاستحواذ.
تداول الدخل الثابت: سجلت وحدة تداول الدخل الثابت إيرادات بلغت 4.5 مليار دولار، وهو نفس مستوى العام الماضي، لكنها تجاوزت التوقعات التي بلغت 4.38 مليار دولار، مما يعكس استقرارًا في تداول السندات والمشتقات المالية.
تداول الأسهم: ارتفعت إيرادات تداول الأسهم بنسبة 27% لتصل إلى 2.6 مليار دولار، متفوقةً على التوقعات البالغة 2.41 مليار دولار، نتيجة الأداء القوي للتداولات في ظل تقلبات الأسواق.
التوقعات المستقبلية:
رفع جي بي مورغان توقعاته لعام 2024، حيث يتوقع الآن أن يصل صافي الدخل من الفوائد إلى 92.5 مليار دولار، مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 91 مليار دولار. كما خفض البنك تقديراته للمصاريف السنوية إلى 91.5 مليار دولار، بعد أن كانت التوقعات السابقة تشير إلى 92 مليار دولار.
التحديات المستقبلية:
مع بدء الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، يواجه البنك تحديات تتعلق بكيفية التكيف مع هذا التغير. قد تؤثر هذه الخطوة على هوامش الربحية نتيجة لانخفاض عائدات الأصول المنتجة للفوائد بشكل أسرع من تكاليف التمويل. كما خفض البنك توقعاته لعام 2025 فيما يخص الدخل الصافي من الفوائد والمصاريف، مما يستدعي تحليلًا أعمق من المحللين.
أداء السهم:
ارتفعت أسهم جي بي مورغان بنسبة 2% في التداولات المبكرة يوم الجمعة، وحققت زيادة بنسبة 25% منذ بداية العام، متفوقة على مؤشر KBW للبنوك الذي سجل مكاسب بنسبة 20%.
تصريحات الرئيس التنفيذي جيمي ديمون:
أكد جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي للبنك، أن جي بي مورغان استفاد بشكل كبير من البيئة الحالية لارتفاع أسعار الفائدة، لكنه أشار إلى التحديات المستقبلية الناجمة عن القوانين التنظيمية الجديدة التي تسعى إلى زيادة متطلبات رأس المال للبنوك الكبرى. وأوضح أن الوقت قد حان لإعادة تقييم هذه القوانين لضمان عدم تأثيرها السلبي على النمو الاقتصادي واستقرار الأسواق المالية.
الختام:
يظل جي بي مورغان تشيس في وضع قوي للاستفادة من ارتفاع أسعار الفائدة، إلا أن التحديات المحتملة المرتبطة بتخفيض الفيدرالي لأسعار الفائدة مستقبلاً قد تضع بعض الضغوط على هوامش الربحية، مما يستدعي متابعة دقيقة للتوقعات المستقبلية.