الأسواق الأوروبية
شهدت الأسهم الأوروبية ارتفاعاً طفيفاً خلال تداولات اليوم الثلاثاء، مع تركيز المستثمرين على الأزمة السياسية في فرنسا بعد استقالة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو، التي أدخلت البلاد في أزمة جديدة، رغم محاولات الرئيس إيمانويل ماكرون تهدئة الموقف عبر مهلة جديدة للتفاوض مع الأحزاب المعارضة.
مؤشر Stoxx 600 الأوروبي ارتفع بنسبة 0.14% إلى مستوى 571.04 نقطة، مدعوماً بصعود معظم القطاعات.
أما المؤشرات الرئيسية فسجلت المكاسب التالية:
- DAX الألماني: 24,440.58 نقطة (+0.26%)
- CAC 40 الفرنسي: 7,989.40 نقطة (+0.22%)
- FTSE 100 البريطاني: 9,494.31 نقطة (+0.16%)
- FTSE MIB الإيطالي: 43,235.11 نقطة (+0.21%)
- IBEX الإسباني: 15,568.90 نقطة (+0.08%)
الأسواق الفرنسية كانت محور الاهتمام، إذ تراجعت أمس بعد استقالة لوكورنو، لكن اليوم شهدت تعافياً جزئياً بفضل أسهم الرفاهية.
ارتفعت أسهم كيرينغ (Kering) المالكة لعلامة “غوتشي” بنسبة 7%، تلتها كريستيان ديور (+4%) وإل في إم إتش (LVMH) (+3%)، بينما تقدمت رينو (+2%).
في المقابل، بقيت البنوك الفرنسية تحت الضغط بعد خسائر تجاوزت 3% يوم الاثنين.
البيانات الاقتصادية الأوروبية
البيانات الألمانية خيّبت الآمال، حيث تراجعت طلبات المصانع في أغسطس بنسبة 0.8% على أساس شهري، في حين كانت التوقعات تشير إلى زيادة بنحو 1.3%.
هذا الضعف أثار القلق حول وتيرة تعافي القطاع الصناعي في أكبر اقتصاد أوروبي.
تحركات المؤشرات الأمريكية
افتتحت الأسهم الأمريكية تداولات الثلاثاء على ارتفاعات طفيفة، مع استمرار حالة الترقب بشأن الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي دخل أسبوعه الثاني.
- مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ارتفع إلى 46,740.70 نقطة (+45.73 نقطة، +0.10%)
- مؤشر S&P 500 صعد إلى 6,747.42 نقطة (+7.14 نقطة، +0.11%)
- مؤشر ناسداك المركب (NASDAQ) تقدم إلى 22,966.85 نقطة (+25.18 نقطة، +0.11%)
- مؤشر راسل 2000 (RUSS 2K) ارتفع إلى 2,491.38 نقطة (+5.02 نقطة، +0.20%)
المكاسب جاءت بعد ارتفاع قوي يوم الاثنين، مدفوعاً بتفاؤل المستثمرين بشأن عمليات الاندماج والاستحواذ وتزايد التوقعات بخفض قادم في أسعار الفائدة من الفيدرالي الأمريكي.
الإغلاق الحكومي وتأثيره على الأسواق
الإغلاق الحكومي الأمريكي يستمر بعد فشل مجلس الشيوخ للمرة الخامسة في تمرير مشروع قانون التمويل المؤقت الذي كان سيُمدد عمل الحكومة حتى 21 نوفمبر.
الرئيس دونالد ترامب حمّل الديمقراطيين مسؤولية الإغلاق بينما نفى زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وجود أي تقدم في المفاوضات.
هذا الجمود السياسي أثار قلق المستثمرين، ودفع بعضهم للتحوط باللجوء إلى الأصول الآمنة مثل الذهب.
الذهب يسجل مستوى قياسياً جديداً
قفزت عقود الذهب (الآجلة) فوق مستوى 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق، مسجلة 4,005.80 دولار في آخر تداولاتها.
الارتفاع القوي جاء نتيجة:
- تزايد المخاوف الجيوسياسية وعدم اليقين السياسي في واشنطن.
- التضخم المستمر وتراجع الثقة في استقرار السياسة النقدية الأمريكية.
- زيادة مشتريات البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد، إضافة إلى سعي الحكومات للتحوّط ضد العقوبات الأمريكية ومخاطر التضخم.
وبذلك، يكون الذهب قد ارتفع بأكثر من 51% منذ بداية العام، وسط بحث المستثمرين عن ملاذ آمن في ظل اضطرابات الأسواق العالمية.
تأجيل البيانات الاقتصادية وتوقعات الفائدة
الإغلاق الحكومي تسبب في تأجيل إصدار بيانات سوق العمل الأمريكية لشهر سبتمبر، يرى المحللون أن الأسواق قد تركز هذا الأسبوع على محضر اجتماع الفيدرالي المرتقب الأربعاء، إلى جانب تصريحات مسؤولي البنك مثل ميشيل بومان ونيل كاشكاري.
خلاصة المشهد الأمريكي
أسواق وول ستريت تُظهر تماسكا نسبيا رغم حالة الجمود في واشنطن، مستفيدة من التفاؤل بخفض الفائدة والطلب القوي على الذهب كملاذ آمن.
لكن استمرار الإغلاق وتأجيل البيانات الرئيسية يزيد من ضبابية المشهد الاقتصادي، ويجعل تحركات السوق في الأيام المقبلة مرتبطة بشكل مباشر بنتائج محضر الفيدرالي وتطور المفاوضات السياسية في الكونغرس.