لاري هايت
احترم نسبة المخاطرة هو أساس النجاح
لم يكن طريق هايت الى وول ستريت سهلاً ولكنه استطاع رغم الصعوبات أن يحجز لنفسه مكانا بين المضاربين الناجحين في عصرنا الحديث ، لم يكن لدى هايت منذ الصغر ما يبشر انه سيصبح ناجحا يوما ما ، وهو ما ظهر من رحلته في التعليم فلم تكن على ما يرام ، من بعدها مر هايت بأكثر من عمل غريب ولم تطول مدة عمله في كل مرة عن سنة
وفي يوما هايت سمع في الراديو عن أحد المضاربين يتحدث عن الثروة التي حققها من المضاربة في البورصة على أسعار النفط والذي مكنه من جني ثروات طائلة في مقابل مخاطرة مقبولة ، وفي تلك الليلة قرر هايت أن يدخل عالم المضاربة .
بدء هايت عمله كمضارب في وول ستريت في احدى بيوت المضاربة ( Stock Broker ) وتعلم خلال السنوات الأولى عن طريق قراءة بعض من كتب المضاربة ككتاب بنجامين غراهام إلى أن وصل للنقطة التي من وجهة نظره أن هذه اللعبة ليست مقامرة ولكنها لعبة احتمالات ، فكلما تمكنت من جعل الاحتمالات في صالحك كلما كان بإمكانك أن تهزم السوق
يعد هايت من المضاربين أمثال إدوارد سيكوتا ، فهو ايضاً يعتمد على المضاربة باستخدام أنظمة مضاربة أوتوماتيكية ، لذلك فهو وسيكوتا أحد أشهر المضاربين المشهورين بما يسمى ( System Trading )
عندما سُئل هايت عن قواعد المضاربة لعبة تسمى ” لعبة الارقام ” قال ان اهم شيء توصل اليه ان سلوك البشر لا يتغير فهو في تكرار مستمر وهذا ما يجعله يستمر إلى الآن وسيستمر إلى الأبد ، ايضاً برهن هايت أن المضارب لا يمكنه ابدا ان يعرف ما سوف يحدث غدا لكنه من الممكن ان يعرف ما سيحدث على المدى البعيد محتمل بعد سنة أو سنوات ، فهو يرى أن يدع نظام المضاربة يعمل ما عليه من ثم يقوم هو بتقييم هذا النظام ليعرف هل يعمل جيدا من حيث جعل الاحتمالات في صالحه أم لا .
أحد أهم القواعد ايضاً التي يعتمد عليها هايت أنه لا يضارب فقط لنشوة المضاربة فهو يعلم أن المضاربة عمل ممل ولكنه فقط يضارب ليربح وهذا ما يهم .
ما يميز هايت انه يعلم ان مهما كانت قوة المعلومات التي لديه فمن المحتمل أن يخطأ ، فالخطأ وارد ايا ما كانت معلوماتك ، في احد الاجتماعات سُل هايت من أكبر مضاربي أسواق السلع ، كيف يمكنك ان تربح اكثر مني وانا اعرف كل شىء عن السلع التي اضارب فيها ، وكان رد هايت بسيط ، انه فقط يتحكم في نسبة المخاطرة .
القاعدة الاساسية لدى هايت هي الا يضارب ابداً بأكثر من 1% في مضاربة واحدة أيا ما كانت قوة هذه المضاربة من حيث الاحتمالات ، فهو يرى أن المضارب حينما يغفل عن ادارة المخاطرة عاجلا ام اجلا لن يستمر طويلا في السوق ، ولذلك هو يرى أن شركته لم يتحقق ما يسمى ( Bad Trade ) ابدا ، ولهذا هو يفرق دائما ما بين المتاجرات ويقسمها الى اربع انواع ، Good Trade ، Bad Trade ، Winning Trade ، Losing Trade ، وفي هذا يرى هايت ان ليست كل مضاربة خاسرة هي مضاربة خاطئة فمن المحتمل أن تكون المضاربة صحيحة ولكنها خاسرة والعكس يحدث ايضاً.