هو البنك الثاني الذي يهدد بالتدخل لإيقاف نزيف عملته والتدهور السريع الحاصل بها
بنك أوف انجلند أو البنك المركزي الانجليزي كان بالأمس قد أعلن في بيان بأنه
يراقب تحركات أسواق المال العالمية والتي منها تراجع قيمة الاسترليني بشكل سريع
وبين بشكل واضح بأنه مستعد لرفع معدل الفائدة بهدف خفض التضخم وإعادته إلى مستوى 2%
وبالطبع فإن البنك لم يبين صراحة بأنه سيتدخل لرفع قيمة الاسترليني بل بهدف خفض التضخم
إلا أن خفض التضخم يتطلب منه رفع قيمة الاسترليني كون تراجع الباوند يعني ارتفاع في الأسعار وازدياد التضخم!
وبالتالي استطاع البنك بالأمس إيقاف تدهور العملة الملكية
الاسترليني ارتفع اليوم بحوالي 1% حيث ابتعد كثيرا عن متوسط 50 و200 يوم
هذا بعد اسبوع واحد على أنباء كانت قد انتشرت في أسواق المال بتدخل البنك المركزي الياباني لإيقاف نزيف الين
ويتم عادة دعم العملة عبر رفع معدل الفائدة
وأيضا يمكن ذلك عبر بيع الدولار الأمريكي في الأسواق من احتياطيات العملات الأجنبية التي يمتلكها البنك المركزي
مقابل طلب الين بهدف تعزيز قيمة الين في الأسواق
وحتى الآن نجح كلاهما بإيقاف وتيرة التراجع القوية
وقد يكون هناك تراجع ولكن يبدو أن السوق طالما سيبقى متخوفا من تدخل البنوك المركزية
فلن يكون التراجع سهلا كما كان بل قد ينعكس الأمر وتكون نقطة تحول في تداولات العملات مقابل الدولار الأمريكي
حيث لدينا عامل آخر يمكن أن ينهي مسيرة ارتفاع الدولار
وهو بلوغ عوائد الخزانة الأمريكية للآجال القصيرة مستويات الـ 4.5% التي يراها الفيدرالي مع نهاية العام
عوائد أجل 3 أعوام بلغت 4.38% أي اقتربت بشكل واضح من المستوى المتوقع
ثم يتوقع الفيدرالي في السنوات القادمة أن يتراجع المعدل إلى 2.5% مماثلا لمستويات المدى الطويل
وبالتالي يمكن لذلك بأن يضعف الدولار الأمريكي تدريجيا بشرط عدم حدوث تصعيد خطير في أوروبا يمس الحرب في أوكرانيا
حيث ترتفع المخاوف من حدوث ضربات بالسلاح النووي قد تجعل الأسواق في حالة صدمة وخوف هائل!
اليوم سجلت العملات الكبرى الأداء التالي