سجل الين منذ بداية العام الجاري 2022 تراجعا بارزا أمام الدولار الأمريكي تحديدا وأيضا أمام بقية العملات الرئيسية الأخرى بنسبة أقل
حيث تراجعه أمام الدولار الأمريكي سجل 20.36%
بينما أمام الدولار الاسترالي 12.67%
وأمام اليورو 6.7% ومقابل الاسترليني 5.4%
تراجع الين أمام الدولار الأمريكي تسارع منذ أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع معدل الفائدة
مع التعهد بسياسة تشديد نقدية قوية خلال العام
مما دفع الدولار للقفز من مستوى 115 ين في مارس إلى 139 ين مؤخرا وذلك خلال 4 أشهر ونصف فقط وفق الرسم التالي
حيث يتوقع الفيدرالي الأمريكي إيصال معدل الفائدة هذا العام إلى مستوى حول 3.5% وربما أعلى ليصل إلى 4%
وذلك بهدف خفض التضخم القريب من مستوى 10%
بالمقابل فلا يريد البنك المركزي الياباني رفع معدل الفائدة التي تقع عند سالب 0.1%
كون التضخم في اليابان فقط حول 2.5% رغم كل عوامل التضخم العالمية وارتفاعه مؤخرا وفق الرسم التالي
بينما التضخم الأساسي الذي يستثني الغذاء والطاقة فعند نمو سنوي 2.1% فقط.
وفي ظل استمرار توقعات رفع معدل الفائدة في أميركا
فقد ارتفع العائد على الخزانة الأمريكية لأجل 10 أعوام من مستوى 1.5% بداية العام إلى 3.5% مؤخرا
قبل أن يتراجع إلى 2.93% وفق الجانب الأيمين من الرسم التالي
بينما في اليابان ارتفع العائد على سندات أجل 10 أعوام بشكل طفيف من حوالي الصفر إلى حوالي 0.27% وفق الجانب الأيسر من الرسم
أي أن الفارق بداية العام كان حوالي 1.5% واتسع إلى حوالي 3.23% (3.5-0.27) مؤخرا.
واتساع الفارق سجل أيضا أمام استراليا والمملكة المتحدة بعد رفعهما معدل الفائدة عدة مرات
وأيضا أمام اليورو حراء توقعات رفع الفائدة عدة مرات في الأشهر القادمة.
إلى أين قد يصل الدولار الأمريكي أمام الين؟
بالطبع فإن عدة متغيرات تحكم الإجابة
منها معرفة إلى متى ستستمر بيانات الانفاق الأمريكية قوية وهل ستتدهور جراء تراجع ثقة المستهلكين
وأيضا كيف ستتصرف بقية البنوك المركزية في حال تراجعت بيانات التضخم قليلا بعدما تراجعت أسعار النفط مؤخرا
كون هذه العوامل يمكن أن تقلل من مستويات معدل الفائدة المتوقعة نهاية العام
وبشكل عام فإن الرسم التالي يبين أن 147.71 ين هي لأقرب قمة قادمة وسجلت عام 1998 والتي يمكن أن تختبر في حال استمر زخم الاتجاه الحالي!