شهدت الأسواق العالمية اضطرابات واسعة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبة فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب تهديده بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على أجهزة آيفون غير المصنعة داخل الولايات المتحدة. وقد أدت هذه التصريحات إلى تراجع حاد في الأسواق الأوروبية، وارتفاع الإقبال على السندات الحكومية، وتذبذب في أسعار العملات والأسهم التقنية.
أداء الأسواق الأوروبية- تراجعات جماعية وقطاعات تحت الضغط
أسهم القطاعات الدورية والمؤسسات المالية الأوروبية كانت من بين الأشد تضررًا، حيث سجلت:
- انخفاض أسهم “دويتشه بنك” بنسبة 6%.
- تراجع “سوسيتيه جنرال” بنحو 5.5%.
- هبوط أسهم شركات السلع الفاخرة مثل “Swatch Group” و”EssilorLuxottica” بنسبة تقارب 5%.
قطاع السيارات والبنوك تحت وطأة الرسوم
تراجع مؤشر قطاع السيارات الأوروبي بنسبة 4% نتيجة المخاوف من تأثر الصادرات الأوروبية، بينما سجل مؤشر البنوك الإقليمي “Stoxx Banks” انخفاضًا مماثلًا مع تراجع أسهم “UniCredit” الإيطالي بنسبة 4%.
اللجوء إلى السندات الحكومية وانخفاض العوائد
أدت حالة القلق في الأسواق إلى تدفق المستثمرين نحو السندات الحكومية، مما دفع بأسعارها للارتفاع وتسبب في انخفاض العوائد بشكل ملحوظ:
- انخفضت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات إلى حوالي 2.6%.
- تراجعت عوائد السندات الفرنسية والإيطالية لأجل 10 سنوات بنحو 5 نقاط أساس.
- انخفضت عوائد السندات السويسرية لأجل 10 سنوات بنحو 12 نقطة أساس.
- عوائد السندات الألمانية القصيرة الأجل (2 و5 سنوات) تراجعت بواقع 10 نقاط أساس.
الجنيه الإسترليني يلامس أعلى مستوياته في عام
ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.5% مقابل الدولار، ملامسًا أعلى مستوى له في عام، قبل أن يقلص بعض مكاسبه لاحقًا، مدعومًا بثقة المستثمرين رغم توتر الأسواق.
تهديدات ترامب تطال شركة Apple
في تطور إضافي، أعلن ترامب أنه يتوجب على Apple دفع رسوم جمركية بنسبة 25% أو أكثر على أجهزة iPhone التي لم تُصنع داخل الولايات المتحدة، مؤكدًا على ضرورة تصنيع أجهزة iPhone المخصصة للسوق الأميركي داخل الأراضي الأميركية.
- أسهم Apple تراجعت بنحو 2% بعد التصريح.
- الشركة تعتمد على التصنيع في الصين، لكنها بدأت بنقل بعض العمليات إلى الهند، نظراً لعلاقات تجارية أكثر ودية مع واشنطن.
- خبراء وول ستريت قدّروا أن نقل التصنيع إلى أميركا قد يرفع سعر iPhone بنسبة 25% على الأقل.
تتزايد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية نتيجة تصاعد الخطاب الحمائي من واشنطن، وتزايد التوترات التجارية، ما دفع المستثمرين للهروب نحو الأصول الآمنة، ووجه ضربة مباشرة لقطاعات رئيسية في أوروبا، مثل السيارات والبنوك والسلع الفاخرة، إلى جانب إحداث ضغوط على شركات التكنولوجيا الأميركية.