تصاعد مخاطر عودة الرسوم الجمركية المرتفعة وسط ضبابية في التوصل لاتفاقات تجارية

أعلنت الإدارة الأمريكية عبر وزير الخزانة سكوت بيسنت أن الرسوم الجمركية التي تم تعليقها مؤقتاً في أبريل الماضي ستُعاد تطبيقها في الأول من أغسطس، على الدول التي لم تتوصل بعد إلى اتفاقات تجارية جديدة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب. ويأتي هذا القرار بعد انتهاء المهلة البالغة 90 يومًا، والتي تم منحها لشركاء الولايات المتحدة التجاريين بهدف إعادة التفاوض وتجنب العودة لمستويات الرسوم المرتفعة التي فُرضت في الثاني من أبريل.

وأكد بيسنت أن الرئيس ترامب سيرسل رسائل إلى نحو “عشرات الشركاء التجاريين” تنبههم بأن الرسوم الجمركية ستعود لمستواها السابق إذا لم تُحرز تقدمات في التفاوض بحلول هذا التاريخ. ويبدو أن الإدارة الأمريكية تسعى لاستخدام هذا الموعد كأداة ضغط لدفع الشركاء نحو تسريع وتيرة المحادثات.

المخاطر الاقتصادية:

  1. ضبابية الدول المستهدفة:
    لم يتم تحديد الدول التي ستتمكن من التوصل إلى اتفاقات في الوقت المناسب، مما يزيد من حالة الترقب والقلق في الأسواق. هذه الضبابية تعرقل استقرار سلاسل التوريد وتدفع المستثمرين لاتخاذ مواقف أكثر تحفظاً.
  2. تأثير مباشر على المستثمرين:
    اقتراب موعد انتهاء المهلة دون وضوح في النتائج المحتملة يثير القلق بين المستثمرين، خاصةً مع التوقعات بعودة الرسوم المرتفعة على واردات أساسية، مما سيؤثر على تكاليف الإنتاج ويقلص هوامش الأرباح.
  3. احتمالية تباطؤ التجارة العالمية:
    في حال عودة الرسوم، قد تتأثر حركة التجارة العالمية بشكل سلبي، لا سيما بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الكبار مثل الاتحاد الأوروبي، كندا، والمكسيك. وقد يؤدي ذلك إلى موجة من الردود التعريفية المضادة، ما يُصعد التوترات التجارية عالميًا.
  4. فرص اتفاقات تجارية غير متكافئة:
    في الوقت الذي أشار فيه بيسنت إلى إمكانية الإعلان عن “عدة اتفاقات كبيرة خلال الأيام القادمة”، فإن التفاوت في جاهزية الدول للتفاوض قد يؤدي إلى إبرام اتفاقات تحت الضغط لا تعكس مصالح متوازنة لجميع الأطراف.

 

في ظل التلويح بعودة الرسوم الجمركية إلى مستوياتها المرتفعة، تدخل الأسواق مرحلة جديدة من عدم اليقين. وبينما تأمل الإدارة الأمريكية أن يؤدي هذا الضغط إلى تسريع التوصل لاتفاقات، فإن المخاطر المترتبة على تعثر بعض الشركاء في التفاوض قد تُلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي. ويُنتظر خلال الأيام القليلة المقبلة توضيح أكبر بشأن الدول التي ستنجح في تجاوز هذه الأزمة، وتلك التي ستواجه تحديات اقتصادية مضاعفة بدءًا من أغسطس.


ما هو السيناريو الذي يوضح التأثيرات المحتملة لفرض رسوم جمركية أمريكية مرتفعة على الاتحاد الأوروبي، اليابان، الصين، كندا، والمكسيك، وانعكاسات ذلك على العملات والسلع ومؤشرات الأسهم العالمية:

 

🎯 السيناريو: فرض رسوم جمركية مرتفعة من قبل الولايات المتحدة

🇪🇺 اليورو مقابل الدولار (EUR/USD):

  • في السيناريو المعتاد: اليورو يتراجع أمام الدولار بسبب ضعف الصادرات الأوروبية.
  • لكن في الواقع الحالي: الدولار نفسه يتعرض لضغوط من انخفاض التدفقات الاستثمارية إلى الولايات المتحدة، نتيجة قلق المستثمرين من التصعيد التجاري وفقدان الثقة بسياسات الاستقرار.
  • النتيجة المتوقعة: قد يُظهر اليورو مرونة أو حتى ارتفاعًا طفيفًا، خاصة إذا حافظ البنك المركزي الأوروبي على نبرة أكثر حذرًا من خفض الفائدة مقارنة بالفيدرالي.

🇺🇸 ما تفسير تراجع الدولار رغم التوترات؟

  • عادة ما يُعتبر الدولار ملاذًا آمنًا، لكن في هذه الحالة:
    • تصاعد الحرب التجارية يخلق بيئة غير جذابة للاستثمار داخل الولايات المتحدة.
    • المستثمرون قد يتجهون إلى أصول غير أمريكية أو ملاذات حقيقية مثل الذهب.
    • السياسة المالية الأمريكية قد تُفسر على أنها غير مستقرة أو عدوانية تجاريًا مما يُضعف شهية الأسواق للدولار.

🔁  التأثير العام للعملات:

الدولة التأثير المتوقع على العملة المبررات الرئيسية
الاتحاد الأوروبي (اليورو) مستقر إلى مرتفع ضعف الدولار وتدفقات أقل إلى أمريكا
اليابان (الين) ارتفاع أولي كملاذ، ثم تراجع ضعف النمو الياباني وتدخل محتمل
الصين (اليوان) تراجع واضح ضعف الصادرات وتدخل حكومي محتمل
كندا (الدولار الكندي) تراجع متوسط ضرر من الرسوم وضعف النفط
المكسيك (البيزو) تراجع حاد انكشاف كبير على الاقتصاد الأمريكي
الولايات المتحدة (الدولار) تراجع عام انسحاب التدفقات الاستثمارية وضعف الثقة في بيئة الأعمال

ثانيًا: السلع

🛢️ النفط:

  • التأثير: سلبي قوي
  • السبب: الرسوم الجمركية تعني تباطؤ عالمي في الطلب على السلع والخدمات، وتراجع النشاط الصناعي، ما يؤدي لانخفاض استهلاك النفط.

🪙 الذهب:

  • التأثير: إيجابي
  • السبب: ارتفاع التوترات التجارية يدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة. الذهب سيستفيد كملاذ من حالة عدم اليقين.

🪙 الفضة:

  • التأثير: متباين
  • السبب: الفضة ملاذ آمن ولكنها أيضًا معدن صناعي. فبينما تستفيد من التوتر، قد تتأثر سلبًا بتراجع الإنتاج الصناعي.

ثالثًا: مؤشرات الأسهم

🇺🇸 الأسهم الأمريكية (S&P 500 / NASDAQ / Dow Jones):

  • التأثير: سلبي في البداية
  • السبب: التوتر التجاري يؤدي إلى تراجع الثقة في السوق، ويضغط على أسهم الشركات الكبرى متعددة الجنسيات.

🇪🇺 الأسهم الأوروبية (DAX / CAC 40 / Stoxx 600):

  • التأثير: سلبي واضح
  • السبب: تعرض مباشر للصادرات، وخاصة ألمانيا وفرنسا. قطاع السيارات والتكنولوجيا والسلع الفاخرة سيتضرر بشكل مباشر.

🌏 الأسهم الآسيوية (Nikkei / Hang Seng / Shanghai Composite):

  • اليابان (Nikkei):
    • التأثير: سلبي قوي بسبب الضرر المباشر للصادرات.
  • الصين (Shanghai / Hang Seng):
    • التأثير: سلبي حاد مع خروج المستثمرين الأجانب.

فرض رسوم جمركية مرتفعة سيعيد الأسواق العالمية إلى أجواء التوتر التجاري، مع موجة من ضعف العملات المرتبطة بالتجارة، وضغوط على النفط والأسهم العالمية، في مقابل دعم لأصول الملاذ الآمن مثل الذهب والين (مؤقتًا). ستعتمد درجة التأثير على حدة الرسوم، ومدة التوتر، وإمكانية الوصول إلى اتفاقات بديلة.

Related posts

الميزانية الأميركية الجديدة، إعفاءات للأثرياء وتقشف للفقراء!

 هذا الأسبوع، بيانات تضخم وقرارات فائدة ومؤشرات توظيف 

 الأسواق العالمية تتراجع مع تصاعد التوترات التجارية بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية على اليابان وكوريا الجنوبية