91
ما حدث اليوم في السوق الأمريكي
- الأسواق الأمريكية شهدت هبوطاً قويًّا، حيث انخفض مؤشر داو جونز بمقدار يقارب 500 نقطة تقريبًا، فيما تراجع S&P 500 حوالي 1.5٪، و ناسداك تضرر بشكل أكبر نظراً لتركيزه على القطاع التكنولوجي.
- البيع كان جماعياً، خاصة في الأسهم التقنية التي حساسة للتوترات التجارية، مثل شركات أشباه الموصلات، الذكاء الاصطناعي، وغيرها.
- المستثمرون لجأوا إلى الأصول “الآمنة” (safe havens) مثل السندات الأمريكية والذهب. العائد على السندات لأجل 10 سنوات انخفض، ما يعكس تفضيل المستثمرين لملاذات أقل مخاطرة.
- التذبذب (Volatility) ارتفع، ومؤشرات الخوف مثل مؤشر VIX تحركت للأعلى.
- التراجع لم يكن محلياً فقط، بل امتد إلى الأسواق العالمية في آسيا وأوروبا، حيث تأثرت البورصات أيضاً بتأزم العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم.
تصريح ترامب اليوم بخصوص التعريفات على الصين
- ترامب أعلن أنه يفكر في فرض زيادة كبيرة (“massive increase”) على الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، رداً على تحركات الصين في فرض قيود تصدير للمعادن النادرة (rare earths) والمواد الأساسية التي تدخل في الصناعات التكنولوجية والدفاعية.
- كما أضاف أن “لا سبب” لعقد الاجتماع المقرر مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة APEC في كوريا الجنوبية، وأن الخطوة قد تُلغى في ضوء التصعيد الأخير.
- ترامب اتهم الصين بأنها تحاول “احتكار” عناصر التصنيع الأساسية، وقال إن أي خطوة منها لاحتكار هذه الموارد ستُواجه برد أمريكي مالي (من خلال الرسوم) “لكل عنصر تمكنت من احتكاره، لدينا اثنان” – في إشارة إلى قدرة الولايات المتحدة على الرد بمعادلة المواجهة.
- تلك التصريحات جاءت مفاجئة إلى حد كبير للمستثمرين، مما زاد من الخوف بأن سياسة التجارة لن تبقى مستقرة أو متوقعة في المدى القريب
الأسباب الكامنة وراء التوتر
- قيود الصين على المعادن النادرة (Rare Earths)
الصين وسّعت سيطرتها على تصدير بعض المعادن النادرة والمواد المرتبطة بالتكرير والتكنولوجيا. هذه الموارد أساسية لصناعة الإلكترونيات، السيارات الكهربائية، الطاقة المتجددة، وغيرها.
الصين ستضيف عناصر جديدة إلى قائمة التحكم بالتصدير، خصوصاً في مجالات دخلت ضمن السلسلة التوريدية لتقنيات متقدمة. - المخاوف من تصعيد الحرب التجارية
العلاقات بين الولايات المتحدة والصين كانت تمر بفترات توتر مسبقاً، وأي خطوة مفاجئة قد تُعطي انطباعاً بأن التسوية أو التفاوض لم تعد ممكنة. المستثمرون يخشون من ردود فعل انتقامية من الصين، كرفع تعريفاتها مقابل، أو إجراءات أخرى مثل الحظر على شركات أمريكية أو التشديد على الاستثمارات. - التوقيت الحساس للسياسات النقدية والاقتصاد المحلي
الاقتصاد الأمريكي يعاني من ضغوط تضخمية، وارتفاع أسعار الفائدة، وشكوك حول نمو النمو (growth). أي تصعيد تجاري قد يضع ضغطاً إضافياً على أرباح الشركات ويزيد من التكلفة على المستهلكين، ما قد يبطئ النمو في ظل ضعف بعض القطاعات.
المستثمرون كانوا يأملون في تهدئة تجارية أو إشارات إيجابية، لكن التصريحات المفاجئة تثير حالة من عدم اليقين.
4 تأثير التوقعات والمعنويات
غالباً الأسواق السعرية تتأثر ليس فقط بالوقائع، بل أيضاً بما يُتوقع سيحدث. التصريحات المفاجئة تغير التوقعات، وتجبر المستثمرين على إعادة تسعير المخاطر. كثير من الصفقات يتم إغلاقها لتقليل الخسائر (“جني أرباح”) أو تخفيف التعرض للقطاعات الحساسة للتجارة مثل التكنولوجيا والصناعات الثقيلة.
غالباً الأسواق السعرية تتأثر ليس فقط بالوقائع، بل أيضاً بما يُتوقع سيحدث. التصريحات المفاجئة تغير التوقعات، وتجبر المستثمرين على إعادة تسعير المخاطر. كثير من الصفقات يتم إغلاقها لتقليل الخسائر (“جني أرباح”) أو تخفيف التعرض للقطاعات الحساسة للتجارة مثل التكنولوجيا والصناعات الثقيلة.
التأثير على الدولار الأمريكي والدول الأخرى
- الدولار الأمريكي شهد بعض الضعف مقابل العملات الأخرى، إذ أن المستثمرين باتوا يميلون إلى الأصول خارج الولايات المتحدة كمخزن للقيمة في ظل المخاوف التجارية.
- ومع تدفق رؤوس الأموال نحو الأصول الآمنة مثل السندات الأمريكية، قد يُضغط على العوائد إلى الأسفل، ما يخفف من جاذبية الدولار كعائد مرتفع.
- دول العالم، خصوصاً الأسواق الناشئة، قد تتأثر بشدة:
- الدول التي تعتمد على الصادرات إلى أمريكا أو الصين ستشعر بضغط متزايد إذا انخفض الطلب العالمي.
- الدول التي لديها ديون مقوَّمة بالدولار ستواجه تكلفة أعلى للسداد إذا ضعف اقتصاديا أو تضخمت عملتها المحلية.
- بعض الدول قد تستفيد من تحويل سلاسل التوريد بعيداً عن الصين إذا أصبحت الصين نقطة مخاطرة كبيرة، ما قد يجذب استثمارات إلى دول بديلة.
ماذا يعني هذا للمستقبل القريب؟
- قد نرى مزيداً من التقلبات في الأسواق الأمريكية، حيث أن أي تصريحات جديدة أو ردود فعل صينية قد تؤجج أو تهدئ التوتر.
- إذا استمرت التوترات، ستزداد الضغوط على أرباح الشركات، وقد تتأثر الشركات التي تعتمد على التوريد من الصين أو السوق الصيني.
- قد يُجبر الاحتياطي الفيدرالي والجهات التنموية على أن تأخذ في الحسبان أثر الحرب التجارية في قراراتها بشأن أسعار الفائدة والدعم الاقتصادي.
- الدول التي تعتمد على الدولار أو على التصدير إلى الولايات المتحدة أو الصين يجب أن تتهيأ لمرحلة من عدم اليقين، وقد تُراجع سياساتها لتخفيف الأثر السلبي.