تراجع النفط 5% وخسائر بسيطة لمؤشرات الأسهم الأمريكية

سجلت أسعار النفط اليوم تراجعًا حادًا بنسبة تقارب 5%، حيث واصلت الانخفاض لتتداول دون مستوى 70 دولارًا للبرميل.

 

بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي حوالي 64.70 دولارًا للبرميل، بينما وصل خام برنت إلى مستوى 68 دولارًا للبرميل.

 

تأتي هذه التراجعات في ظل مخاوف متزايدة من ركود اقتصادي محتمل، إذا لم تقم البنوك المركزية بخفض معدلات الفائدة بشكل سريع ومتتالي، مع ضعف الأداء الاقتصادي العالمي.

 

أسباب التراجع في أسعار النفط:  

مؤخرا قامت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بتخفيض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط للمرة الثانية خلال الشهرين الماضيين، متأثرة بتراجع الاستهلاك في الصين، أكبر مستورد عالمي للخام.

 

وأشارت أوبك إلى أنها تتوقع الآن أن ينمو الطلب بمقدار مليوني برميل يوميًا في عام 2024، وهو ما يقل بمقدار 80 ألف برميل يوميًا عن توقعاتها السابقة. كما خفضت توقعات النمو في الطلب لعام 2025، حيث تتوقع أن يزداد بمقدار 1.7 مليون برميل يوميًا.

 

تعديلات توقعات الطلب على النفط تُعتبر طفيفة نسبيًا مقارنة بحجم السوق الضخم.

ومع ذلك، فإن التأثيرات الحقيقية على أسعار النفط لا ترتبط فقط بهذه التعديلات، بل تتأثر بمجموعة من العوامل الأخرى.

 

من أهم هذه العوامل هو الخطر المحتمل لحدوث تباطؤ اقتصادي عالمي، خاصة إذا لم يتخذ الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الكبرى خطوات قوية وسريعة لخفض معدلات الفائدة.

 

أيضا تعود التراجعات الأخيرة في أسعار النفط إلى عوامل هي:

1. المخاوف من الركود الاقتصادي: مع زيادة القلق حول أداء الاقتصادات الكبرى، تزايدت التوقعات بأن الأسواق قد تواجه ركودًا اقتصاديًا إذا استمر الضغط بمعدلات الفائدة. هذه المخاوف أثرت سلبًا على الطلب على النفط، مما ساهم في تراجع الأسعار.

 

2. قرارات أوبك بلس: رغم أن أوبك بلس كانت قد أعلنت قبل أيام عن تأجيل قرار رفع الإنتاج المخطط له إلى نوفمبر على الأقل، فإن هذا لم يكن السبب المباشر للتراجع. المنظمة فضلت الانتظار بسبب الانخفاض السريع في الأسعار، حيث أن زيادة الإنتاج في هذه المرحلة قد يؤدي إلى مزيد من الهبوط.

 

3. المضاربات في السوق: زادت عمليات المضاربة على النفط في الأسواق، خاصة مع التوقعات بأن الأسعار قد تهبط دون مستويات 70 دولارًا للبرميل. الظروف الحالية، مع تصاعد المخاوف من الركود، أدت إلى تحركات قوية من قبل المضاربين لخفض الأسعار بشكل أكبر.

 

4. مرونة إنتاج أوبك بلس: أكدت دول أوبك بلس أن خيار خفض الإنتاج ما زال متاحًا في حال استمر الانخفاض في الأسعار. هذه المرونة تهدف إلى تحقيق استقرار في الأسواق، والمحافظة على مستويات سعرية مناسبة للدول المنتجة.

 

أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية:  

على الجانب الآخر، شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعات في بداية اليوم، لكنها تمكنت لاحقًا من تعويض جزء من تلك التراجعات:

 

 

التأثيرات الاقتصادية الأخرى:  

من المقرر أن تصدر بيانات التضخم الأمريكي غدًا قبل افتتاح السوق، وهذه البيانات قد تكون حاسمة في توجيه قرارات المستثمرين والأسواق.

 

التوقعات تشير إلى أن معدلات التضخم ستكون محور الاهتمام، حيث أن أي تراجع قد يدعم التوجه نحو خفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

 

في ظل هذه المعطيات، شهدت أزواج الين الياباني تراجعات ملحوظة اليوم، مما يؤكد على وجود حالة من الخوف والقلق في الأسواق، والتي لا يمكن إزالتها إلا بخفض واضح وكبير لمعدلات الفائدة لتعزيز النمو الاقتصادي.

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية