Cصدرت اليوم بيانات هامة جداً تعكس مدى تدهور ثقة المستهلك الأمريكي، وهو المؤشر الذي يعد مرآة لتوجهات الإنفاق المستقبلية لدى الأمريكيين. وقد أظهرت القراءة تراجعاً حاداً يُعد الأدنى منذ يونيو 2022، في إشارة واضحة إلى تزايد حالة القلق وعدم اليقين بين المواطنين.
اللافت أن هذا الانهيار في ثقة المستهلك لم يُسجل بمثل هذا العمق إلا في محطات اقتصادية حرجة مثل ما بعد جائحة COVID-19، أو خلال فترة الركود الكبير عامي 2008 و2009، عندما اجتمعت الصدمات التضخمية مع الانكماش الاقتصادي.
وما يزيد الوضع سوءاً، هو صدور توقعات جامعة ميشيغن التي تشير إلى احتمال ارتفاع التضخم السنوي إلى 6.7%، ما يُنذر بزيادة مرتقبة في أسعار السلع والخدمات، وبالتالي يزيد من الضغوط المعيشية على المستهلك الأمريكي، ويدفعه إلى مزيد من الحذر والتشاؤم.
ماذا عن الأسواق؟
مؤشرات الأسهم الأمريكية تشهد اليوم نوعاً من الاستقرار النسبي، لكنها ما تزال متراجعة بأكثر من 1% كما ذكرنا في تقارير سابقة. في المقابل، يواصل الذهب ارتفاعه، مع تنامي الإقبال عليه كملاذ آمن في ظل تصاعد الضبابية.
وهنا تطرح الأسواق أسئلتها الكبرى:
- هل ستنهار أسواق الأسهم مجدداً؟
- هل سيتدخل الاحتياطي الفيدرالي؟
- وهل سيُعيد الرئيس ترامب النظر في استمرارية رفع الرسوم الجمركية؟
في ظل هذا التوتر المتزايد، يبدو أن الأسواق أمام مفترق طرق. فالثقة تنهار، والتضخم يتصاعد، والمستقبل يبدو أكثر غموضاً من أي وقت مضى.