كانت أبرز تداولات الفترة الماضية بالنسبة لفريق التداول لدينا هي النفط، وبدأت قصة متابعة النفط من مستوى 42 دولار بعدما رفض السعر الهبوط أسفل هذا المستوى. في هذا المقال سنبين كيف تم بناء خطة للمضاربة على النفط خطوة بخطوة وأهم أسباب نجاح التداول عليه في الفترة الماضية. ستتعلم أحد أهم دروس التداول في هذا المقال، فهو بمثابة خريطة للنجاح إذا فهمت بشكل جيد كيف كانت استراتيجيتنا وكيفية متابعة الاستثمار بشكل محترف.
كيف تأكدنا من انتهاء هبوط النفط؟
داخل المنطقة الصفراء ارتدت أسعار النفط بقوة من مستوى الـ 42 دولار، وكان اختراق خط الاتجاه الهابط القوي علامة قوية على أخذ السيطرة من القوى البيعية وسيطرة القوى الشرائية على السعر. وعند نهاية الحركة الصاعدة بالقرب من الحد العلوي للمربع الأصفر انتظرنا إشارة تأكيد انتهاء الاتجاه الهابط، والتي ظهرت بالفعل.
قبل الحديث عن إشارة تأكيد الانتهاء يجب أن تلاحظ أن
- الحركة الصاعدة التي اخترقت الاتجاه الهابط كانت قوية جداً
- الحركة مفاجئة و صعدت بالأسعار لمستوى سعري جيد
- على الأقل كانت هناك احتمالات على انتهاء الاتجاه العرضي حتى وإن لم يكن هناك اتجاه صاعد بدأ في الظهور
بعد ذلك بدأنا في متابعة تحركات النفط على أمل أن يكون هناك اتجاه صاعد بشكل مباشر وهو في الغالب ما يحدث بعد أمرين ظهروا على السعر:
الأول كان ارتداد السعر بقوة من مستوى سعري هابط
الثاني كان قوة ارتداد السعر من المستوى المذكور وقوة دخول القوى الشرائية للسوق بهذا الشكل
وهذا بالطبع ناتج عن أن التحولات الاتجاهية تكون في الأمور الطبيعية أهدأ من ذلك، وتكون طبيعية حينما يبدأ الاتجاه الهابط في الضعف، ومن ثم يدخل في تحرك عرضي يستمر فترة. وبعد ذلك يخترق هذا الاتجاه العرضي إلى أعلى، وبذلك يبدأ الاتجاه الصاعد. ولكن هذا لم يحدث في سيناريو النفط، لذا كانت الاحتمالات قوية على التحول من اتجاه هابط إلى صاعد بشكل مباشر. ومثل هذه السيناريوهات لا تحدث كثيراً.
كان تأكيد الدخول في اتجاه صاعد كما هو موضح بالرسم البياني داخل المربح الخضر، ففي داخل المربع الأخضر بدأ السعر في تكوين قناة صاعدة بسيطة ليكون بها نموذج شهير في مثل هذه الحالات وهو نموذج spike and channel، وهو عبارة عن حركة صاعدة قوية وبعدها يقل زخم الصعود ويبدأ السعر في تكوين قناة صاعدة بدلاً من الهبوط بعد انتهاء الحركة الاتجاهية الصاعدة.
في الأمور الطبيعية من المفترض أن يهبط السعر بعد بدء جني الأرباح، ولكن بسبب غياب القوى البيعية بشكل كامل تقريباً كان السعر قد بدء في تكوين قناة صاعدة كما هو واضح بالرسم، وكان في هذا إلحاح شديد من القوى الشرائية على الاستمرار فيما بدأوه. وبالفعل تأكد دخول السعر في اتجاه صاعد وكانت الخطوة القادمة هي اختيار الوقت والمكان المناسبين للشراء.
هذا النموذج الذي تحدثنا عنه يعرض أحد أفضل فرص الدخول عندما يعود السعر لإعادة اختبار مستوى بداية القناة السعرية، وقد عاد السعر مرتين لاختبار هذا المستوى السعري “انظر الشكل التالي”. وكانت أول نقطة هي فرصة الدخول الأولى، من ثم عاد السعر مرة أخرى قبل الانطلاق إلى أعلى وأتاح للمضاربين منطقة دخول أخرى، وهي ما تسمى Second entry point أو منطقة دخول رقم اثنين، وتكون في الغالب جيدة جداً لأنها تعود لتعطي الفرصة مرة أخرى للمضارب الذي فاتته الفرصة الأولى للدخول على نفس الأسعار الجيدة.
بعدها انطلق السعر بالفعل، وتوقعنا دخول السعر في أول حركة تصحيحية منذ بداية رحلة الصعود عند مستوى الـ 42 دولار، وجاءت الحركة التصحيحية الهابطة أضعف مما توقعنا وأضعف من المعتاد في مثل هذه الحالات، وكانت فرصة عظيمة لعدم الخروج من السوق بل بالعكس كانت فرصة جيدة لتزيد حجم التداول بما أن الاحتمالات مازالت تزداد على الصعود. وبعد حماية أرباح الجزء الأول من الصفقات أصبح لدينا فرصة جيدة من ناحية إدارة المخاطر، وهي أن نزود أحجام التداول. بالفعل ضاعفنا أحجام التداول بما يتناسب مع خطة إدارة المخاطر الخاصة بنا عند المستوى الموجود على الرسم البياني بالأسفل.
لاحظ أن عند هذا المستوى أيضاً كان السعر قد عاد لاختبار خط الاتجاه الصاعد، ولكنه فشل في الإغلاق أسفله، وهو ما جعل منها فرصة جيدة جداً للشراء.
بعدها انطلق السعر صعوداً إلى مستوى 64.5 دولار، ومازال هناك زخم صعود قوي في الوقت الحالي ومازالت الاحتمالات قوية وجيدة على مزيد من الصعود نظراً إلى أن السعر حالياً داخل اتجاه صاعد قوي. هذا يعني أن القوى الشرائية هي القوى المسيطرة على السعر في الوقت الحالي، فهناك نوع من المضاربين يميلون إلى فكرة تزويد أحجام التداول باستمرار مع تحركات السعر إلى أعلى، وهذه الطريقة جيدة للتداول إذا كنت تعرف كيف تستخدمها، ولكن ضع دائماً في الحسبان ألا تتعدى المخاطرة الموجودة في السوق أثناء التداول بخطتك في إدارة المخاطر. ودائماً إذا كنت ستستخدم هذه الطريقة يجب أن تحمي أرباحك الأولية، أي نقل مستوى وقف الخسائر إلى منطقة الدخول الأولى.
بالتالي أنت قد خففت حمل المخاطرة على حسابك وأصبح لديك فرصة جيدة لجني مزيد من الأرباح، فهناك أيضاً من هم خرجوا عند المستويات الحالية، وهناك من يتركون الصفقات إلى أن يبدأ السعر في الدخول في حركة تصحيحية، وكلتا الطريقتين صحيحة، ولكن أنا أميل إلى حجز جزء من الأرباح وترك الجزء المتبقي للخروج منه أو الاستمرار فيه على حسب نوع الحركة التصحيحية التي سيدخل فيها السعر في الأيام القليلة القادمة.