تحليل مقارن لأداء الأسهم والسندات والذهب في عام 2023

تحليل مقارن لأداء الأسهم والسندات والذهب في عام 2023

 

كان عام 2023 بمثابة رحلة متقلبة بالنسبة للمستثمرين، حيث واجهت الأسواق العالمية عددًا كبيرًا من التحديات، بما في ذلك ارتفاع التضخم، وتشديد السياسات النقدية، والتوترات الجيوسياسية. وعلى هذه الخلفية، كان أداء فئات الأصول الرئيسية ــ الأسهم، والسندات، والذهب ــ يخضع للمراقبة عن كثب من قبل المستثمرين تخوفاً من الاحداث الكبيرة التي تحدث في العالم في الوقت الحالي، وأهمها مشكلة التضخم التي مازالت محيرة بالنسبة لكثير من المستثمرين، في هذا المقال سنحاول عرض العوائد المالية للأسواق بشكل عام مع توقع العوائد المالية للعام المقبل حتى يستطيع المستثمر التفكير بشكل جيد فيما هو قادم.

 

أسواق الأسهم: 

شهدت أسواق الأسهم العالمية مجموعة مختلطة من النتائج في عام 2023. ففي حين تمكنت بعض المؤشرات الرئيسية، مثل مؤشر ستاندرد آند بورز 500، من تحقيق مكاسب متواضعة، كافحت مؤشرات أخرى لاستعادة مستويات ما قبل الوباء. وقد شهد مؤشر MSCI العالمي، وهو مقياس واسع لأداء الأسهم العالمية، مكاسب سنوية بلغت حوالي 2.5% منذ بداية العام.

 

ويمكن أن يعزى التقدم الحذر في أسواق الأسهم إلى عدة عوامل، منها:

 

تشديد السياسة النقدية:

 

قامت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم برفع أسعار الفائدة في محاولة لمكافحة التضخم. وقد أدى ذلك إلى زيادة تكلفة اقتراض الشركات للأموال، مما قد يؤثر على أرباح الشركات وأسعار الأسهم.

 

 

التوترات والنزاعات العالمية :

 

أدى الصراع المستمر في أوكرانيا والتوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين إلى خلق حالة من عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، مما أدى إلى إضعاف معنويات المستثمرين.

 

الركود الاقتصادي المحتمل:

 

يتوقع العديد من الاقتصاديين تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي في عام 2024، مما قد يؤثر بشكل أكبر على أسواق الأسهم، حيث أن دخول الأسواق في حالة ركود قد يضر بعوائد الاستثمار في الاسهم بسبب هبوط أرباح الشركات المتوقع في حالة دخل الاقتصاد بالفعل في منطقة الركود.

 

 

أسواق السندات: التنقل في ارتفاع العائدات

وواجهت أسواق السندات تحديا كبيرا في عام 2023 مع ارتفاع أسعار الفائدة. ومع زيادة العائد على السندات، تنخفض أسعار السندات. ونتيجة لذلك، انخفضت القيمة الإجمالية لمحافظ السندات. شهد مؤشر بلومبرج العالمي للسندات الإجمالية، وهو مقياس واسع لأداء السندات العالمية، خسارة منذ بداية العام حتى تاريخه بنسبة 6٪ تقريبًا. وكانت بيئة أسعار الفائدة المرتفعة مدفوعة بنفس العوامل التي أثرت على أسواق الأسهم – وهي التضخم وتشديد السياسة النقدية. ومع قيام البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة، يطالب المستثمرون بعائدات أعلى على السندات للتعويض عن زيادة مخاطر التضخم. وقد أدى ذلك إلى عمليات بيع واسعة النطاق للسندات، مما أدى إلى انخفاض الأسعار وارتفاع العائدات.

 

 

الذهب: ملاذ في أوقات غير مؤكدة

كان أداء الذهب، الذي غالبًا ما يُعتبر أحد أصول الملاذ الآمن، جيدًا نسبيًا في عام 2023. وقد اكتسب المعدن الثمين ما يقرب من 12٪ منذ بداية العام حتى الآن، متفوقًا على أسواق الأسهم والسندات. ساهمت عدة عوامل في مرونة الذهب:

التحوط من التضخم:

 

غالبًا ما يُنظر إلى الذهب على أنه وسيلة تحوط ضد التضخم، حيث تميل قيمته إلى الارتفاع عندما تنخفض القوة الشرائية للعملات الورقية.

 

 

حالة الملاذ الآمن:

 

في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية، يميل المستثمرون إلى البحث عن أصول الملاذ الآمن مثل الذهب.

 

ضعف الدولار:

أدى ضعف الدولار الأمريكي إلى جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون العملات الأجنبية.

 

مقارنة النتائج

أداء أسواق الأسهم والسندات والذهب في عام 2023:

مكاسب فئة الأصول منذ بداية العام وحتى تاريخه

  • أسواق الأسهم 2.5%
  • أسواق السندات -6%
  • الذهب 12%

وكما يوضح الجدول، كان الذهب هو فئة الأصول الأفضل أداءً في عام 2023، بينما كانت السندات هي الأسوأ. وشهدت أسواق الأسهم مكاسب متواضعة، لكن أداءها كان مقيداً بسبب الشكوك الاقتصادية.

 

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية