تراجعات الدولار الأمريكي في الفترة الأخيرة قد لا تكون مستدامة (في المدى القصير) من الناحية الاقتصادية الأساسية، حيث يُتوقع تزامن خفض معدلات الفائدة سواء من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أو من قبل بقية البنوك المركزية.
هذا التزامن يقلل من الفارق الكبير بين العملات من حيث الطلب عليها بناءً على تباين معدلات الفائدة.
ارتد مؤشر الدولار الأمريكي في آخر جلسات التداول من مستوى دعم قرب 100 ، ولم يتمكن من التراجع دون هذا المستوى في أول موجة هبوط.
هذا أشار إلى احتمالية حدوث موجة صاعدة على المدى القصير كنا قد أشرنا اليها سابقا، والتي قد تدفع مؤشر الدولار الأمريكي للارتفاع نحو مستوى 102.5، مما يعني تراجعاً طفيفاً في قيمة العملات الأخرى مقابل الدولار.
- اليورو مقابل الدولار الأمريكي:
شهدنا تراجعاً في سعر اليورو خلال الأيام الأخيرة، إلا أن مستوى الدعم الهام يقع حول مستويات الاتجاه الصاعد السابقة التي تشكلت منذ شهر مايو الماضي.
في حال كان هناك استمرار في هذا الصعود، فإن مستويات الدعم تقع تقريباً بين 1.09 و1.0850.
مستويات 1.09 تعتبر مستويات دعم أساسية، حيث من المحتمل أن تكون نقطة تعزيز أو تكوين قيعان تؤدي إلى ارتفاع مجدداً نحو مستويات 1.13 للمدى الأبعد.
بهذا، يظل مستقبل اليورو مقابل الدولار معتمداً على نتائج بيانات سوق العمل الأمريكي.
في حال جاءت البيانات قوية وداعمة للاقتصاد الأمريكي، فإن الدولار قد يعاود تحقيق بعض المكاسب على حساب العملات الأخرى.
- الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي:
بعدما سجل الجنيه الإسترليني مستويات قوية هي الأعلى منذ فبراير 2022، قد يشهد نوعاً من التصحيح البسيط.
خط الاتجاه الصاعد الذي شهدناه منذ ابريل الماضي يعزز من إمكانية حدوث تراجع بسيط إلى مستوى 1.29 قبل أن يعود للتأسيس لمزيد من الارتفاعات لاحقاً إلى مستويات أعلى قد تصل إلى 1.35.
يُلاحظ أن هناك دعم بسيط عند مستوى 1.30، إلا أنه ضعيف نوعاً ما، لذلك يُعتبر مستوى 1.29 أقوى مستوى دعم في الوقت الحالي.
- الين الياباني:
كما أشرنا في تقريرنا السابق عن إغلاقات شهر أغسطس، هناك استمرار في ارتفاع العملات أمام الين الياباني، حيث يحاول الدولار اختبار مستوى 148 وربما 149.40 ويبقى مستوى 150 حاجزاً نفسياً هاماً على المدى القصير.
- الفرنك السويسري:
حقق الفرنك السويسري ثلاثة أيام من الارتفاع مؤخراً مرتداً من قرب المستويات الدنيا التي سجلت في نهاية العام الماضي.
حالياً، السعر عند 0.8509، بينما كانت المستويات التي سجلت في نهاية العام الماضي عند حوالي 0.8330.
يُعتبر هذا الارتداد من مستويات 0.8395 مؤشراً على إمكانية استمرار الارتفاع حتى مستويات بسيطة تصل إلى 0.86
- الدولار الأسترالي:
سجل الدولار الأسترالي أعلى مستوياته منذ فترة بداية العام الحالي ونهاية العام الماضي، مدعوماً بارتفاعات أسعار الذهب إلى مستويات قياسية.
إلا أنه تراجع قليلاً في الأيام الماضية عن هذه الارتفاعات.
بالنظر إلى احتمالية عودة الذهب للتراجع في حال الاقبال نحو سوق الأسهم إن كانت بيانات سوق العمل جيدة وإمكانية محتملة لتعافي الدولار من خسائره السابقة، فإن هذا قد يدعم تراجع سعر الدولار الأسترالي في حال استمر الذهب في التراجع.
التراجعات قد تكون بسيطة إلى مستويات قرب 0.66 من المستويات الحالية.
- الذهب:
شهد سعر الذهب تمدداً كبيراً وصولاً إلى مستويات قياسية، وارتفع بشكل حاد مما يستوجب معه نوعاً من التصحيح في حال تحقق سيناريو ارتفاع الدولار الأمريكي قليلاً نتيجة بيانات سوق عمل جيدة.
وفق الرسم البياني، نرى أن مستويات الدعم الرئيسية تقع ضمن خط الاتجاه الصاعد الممتد منذ أغسطس من العام الماضي، والذي يرافقه أيضاً مستويات منخفضة سجلت في شهري أبريل ومايو.
القيعان الواضحة التي امتدت خلال هذه الفترة تشير إلى أن مستوى الدعم الأساسي الذي نراه يقع عند حوالي 2275 دولاراً للأونصة الواحدة.
التراجع إلى هذا المستوى محتمل جداً في حال انتعاش رغبة المخاطرة في الأسواق نتيجة خفض معدلات الفائدة، مما قد يدفع المستثمرين للخروج من الذهب والاتجاه نحو أصول أخرى ذات عوائد أعلى.