الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني (USD/JPY)
ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بشكل قوي مع بداية الأسبوع، وذلك بعد فوز رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة سَناي تاكائيتشي (Sanae Takaichi)، التي تُعرف بتوجهها نحو السياسات التيسيرية والتحفيز المالي. هذا التحول السياسي أعاد التوقعات بعودة السياسات الداعمة للنمو، سواء عبر زيادة الإنفاق الحكومي أو من خلال الضغط غير المباشر على بنك اليابان لتجنّب رفع أسعار الفائدة في المرحلة المقبلة.
تاكائيتشي تُعد من أبرز الداعمين لنهج “أبينوميكس” الذي يجمع بين التحفيز النقدي، والإنفاق المالي، والإصلاحات الاقتصادية، وسبق أن أكدت استعدادها لتمويل حزم دعم اقتصادي عبر إصدار سندات حكومية إذا تطلب الأمر. لذلك، فإن الأسواق تترجم هذا التوجه على أنه إشارة لاستمرار ضعف الين في المرحلة القادمة، خصوصًا إذا تباطأ أي توجه نحو التشديد النقدي من قبل البنك المركزي.
من الناحية الفنية
يُظهر الرسم الفني أن مستوى المقاومة الرئيسي يقع قرب 152 ين لكل دولار، وهو المستوى الذي يختبره الزوج حاليًا. عدم الإغلاق اليومي فوق هذا المستوى يُبقي التداول ضمن النطاق العرضي الواسع بين 140 و152 ين، كما هو موضح في المستطيل الأزرق في الرسم البياني.
أما في حال اختراق مستوى 152 بثبات واستمرار الزخم الصعودي، فإن الزوج سيواجه مستوى مقاومة تالية عند 154 ين، وهو المستوى الذي يتطابق مع خط الاتجاه الهابط الذي يربط القمتين البارزتين (منتصف 2024 وبداية 2025).
وفي حال تجاوز هذا الحاجز الفني، فإن الأهداف التالية تمتد نحو 159 ين، وصولًا إلى المستوى النفسي الأهم عند 160 ين.
بالمقابل، في حال فشل الأسعار في الإغلاق فوق 152 واستمر ضعف الزخم الصعودي، قد نشهد عودة إلى نطاق الدعم قرب 148–149 ين مبدئيًا، مع مراقبة سلوك الأسعار حول هذه المستويات لتحديد الاتجاه القادم.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD)
يُظهر الرسم البياني أن حركة اليورو مقابل الدولار الأمريكي ما زالت مكثّفة ضمن نطاق عرضي محدد منذ يوليو الماضي حتى الآن، كما يتضح من المستطيل الأزرق على الرسم. حيث سجّل الزوج أدنى مستوياته قرب 1.1570، في حين كانت أعلى مستويات النطاق عند 1.1830 تقريبًا، وما زال السعر الحالي يتحرك ضمن هذا الإطار الضيق دون اختراق واضح في أي من الاتجاهين.
هذا النطاق يعكس حالة توازن مؤقت بين قوة الدولار وضعف اليورو، إذ لم تظهر بعد بيانات اقتصادية حاسمة يمكن أن تغيّر المسار. ويُتوقع أن تبقى الأسعار ضمن هذا النطاق حتى صدور بيانات سوق العمل الأمريكية المؤجلة، والتي ستمنح الأسواق إشارات أوضح حول مسار السياسة النقدية الفيدرالية.
كما أن قرار الفيدرالي الأمريكي في نهاية الشهر الجاري سيكون نقطة تحول محتملة قد تُحدث اختراقًا لأحد طرفي المستطيل، إلا أن التوقعات القصيرة الأجل تشير إلى استمرار التداول العرضي ما بين 1.1570 و1.1830 إلى حين توافر محفزات اقتصادية جديدة.
الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD)
يُظهر الرسم البياني أن حركة الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي تسير ضمن نطاق عرضي واضح منذ ابريل الماضي حتى الآن، حيث تتراوح التداولات داخل المستطيل الأزرق بين الحد الأدنى عند 1.3230 والحد الأعلى دون مستوى 1.3630. هذه المستويات تمثل نطاق التوازن السعري خلال الفترة الأخيرة، إذ لم يتمكن السعر من تحقيق اختراق مؤكد في أي اتجاه.
وكما هو الحال مع اليورو مقابل الدولار، يُتوقع أن يستمر الإسترليني بالتحرك أفقيًا ضمن هذا النطاق خلال الأجل القصير، إلى حين صدور بيانات اقتصادية جديدة قد تغيّر من توجهات السوق، سواء من الولايات المتحدة — كبيانات سوق العمل أو قرارات الفيدرالي المقبلة — أو من المملكة المتحدة، خاصة تلك المتعلقة بمعدلات التضخم والسياسة النقدية لبنك إنجلترا.
بناءً على ذلك، يبقى الاتجاه القصير الأجل عرضيًا محايدًا، إلى أن تظهر محفزات قوية تدفع الأسعار لاختراق أحد حدود المستطيل وتأكيد اتجاه جديد.